وَفِيه ورد إِلَى السُّلْطَان كتاب شاه رخ إِلَى جَانِبك الصُّوفِي وَقد قبض على حامله وَحبس بحلب فتضمن الْكتاب تحريضه على أَخذ الْبِلَاد الشامية وَأَنه سيقدم عَلَيْهِ أَحْمد جوكي وبابا حاجي نجدة لَهُ. فَكتب إِلَى نواب الشَّام بالتأهب والاستعداد لنجدة نَائِب حلب إِذا أستدعاهم. وَفِي ثالثه: ورد الْخَبَر بِالْقَبْضِ على جَانِبك الصُّوفِي كَمَا تقدم. وَفِي يَوْم السبت سادسه: خلع على ولي الدّين أبي الْيمن مُحَمَّد بن تَقِيّ الدّين قَاسم ابْن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الشيشيني ثمَّ الْمحلي مضحك السُّلْطَان ونديمه وجليسه وَاسْتقر فِي نظر الْحرم الشريف بِمَكَّة عوضا عَن سودن المحمدي وَفِي مشيخة الخدام الطواشية بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ عوضا عَن الطواشي بشير التنمي. وَلم نعهد مشيخة الْمَسْجِد النَّبَوِيّ يَليهَا دَائِما - مُنْذُ عهد السُّلْطَان صَلَاح الدّين فِي يُوسُف بن أَيُّوب - إِلَّا الخدام الطواشية. فَكَانَت ولَايَة ابْن قَاسم هَذَا حَدثا من الْأَحْدَاث وبلية تساق إِلَى أهل الْحَرَمَيْنِ. وَفِي حادى عشره: قدم سيف الْأَمِير قصروه نَائِب الشَّام بعد مَوته على يَد أَمِير عَليّ بن أينال باي أحد الْحجاب بِدِمَشْق. وَفِي ثَانِي عشره: قدم الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن قَصْروه وقَراجا دواداره فقرر عَلَيْهِمَا مَالا يحملاه من تَرِكَة قَصْروه وَهُوَ من النَّقْد مائَة ألف دِينَار وغلال وبضائع وخيل وَغير ذَلِك مَا قِيمَته نَحْو مائَة ألف دِينَار وَعَاد إِلَى دمشق. وَفِي ثَالِث عشره: نُودي بِعرْض أجناد الْحلقَة ليستعدوا للسَّفر إِلَى الشَّام وَلَا يُعفي أحد مِنْهُم. وَفِيه جمع قُضَاة الْقُضَاة بَين يَدي السُّلْطَان وسئلوا فِي أَخذ أَمْوَال النَّاس للنَّفَقَة على العساكر المتوجهة لقِتَال شاه رخ فَكثر الْكَلَام وانفضوا. هَذَا وَقد تزايد اضْطِرَاب النَّاس وقلقهم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute