للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي هَذَا الشَّهْر: كثر الوباء بِمَدِينَة بروسا - الَّتِي يُقَال لَهَا برصا - من مملكة الرّوم وَاسْتمرّ بهَا وبأعمالها نَحْو أَرْبَعَة أشهر. وَفِي هَذَا الشَّهْر: قُبض على جَانِبك الصُّوفِي وَكَانَ من خَبره أَنه ظهر بِمَدِينَة توقات فِي أَوَائِل شَوَّال من السّنة الْمَاضِيَة فَقَامَ متوليها أركج باشا بمعاونته حَتَّى كتب إِلَى الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن دلغادر نَائِب أبلستين وَإِلَى أَسْلَماس بن كُبَك وَمُحَمّد ابْن قُطبكي وَعُثْمَان قرا يلوك وَنَحْوهم من أُمَرَاء التركمان فانضم إِلَيْهِ جمَاعَة. وَخرج من توقات فَأَتَاهُ الْأَمِير قَرْمش الْأَعْوَر وَابْن أَسْلَماس وَابْن قُطبكي ومضوا إِلَى الْأَمِير مُحَمَّد بن عُثْمَان قرا يلك صَاحب قلعة جمُركَسَك فقواهم. وشنوا مِنْهَا الغارات على قلعة دوركي وضايقوا أَهلهَا ونهبوا ضواحيها. فاتفق وُرُود كتاب القان شاه رخ ملك المشرف على قرا يلك يَأْمُرهُ بِالْمَسِيرِ بأولاده وَعَسْكَره لقِتَال إسكندر بن قرا يُوسُف سَرِيعا عَاجلا فَكتب إِلَى وَلَده مُحَمَّد بالقدوم عَلَيْهِ لذَلِك فَترك مُحَمَّد جَانِبك وَمن مَعَه على دوركي وَعَاد إِلَى أَبِيه. فَسَار جَانِبك بِابْن أَسْلَماس وَابْن قُطبكي حَتَّى نزلُوا على ملطية وحصروها فكادهم سُلَيْمَان بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن دلغادر وَكتب إِلَى جَانِبك بِأَنَّهُ مَعَه فَكتب إِلَيْهِ أَن يقدم عَلَيْهِ وَبعث بكتابه فرمش الْأَعْوَر فَأكْرمه وَسَار مَعَه فِي مائَة وَخمسين فَارِسًا. فَتَلقاهُ جَانِبك وعانقه ثمَّ عادا وحصرا ملطية فأظهر سُلَيْمَان من المناصحة مَا أوجب ركون جَانِبك إِلَيْهِ فَأخذ فِي الْحِيلَة على جَانِبك وَخرج هُوَ وإياه فِي عدَّة من أَصْحَابه ليسيرا إِلَى مَكَان يتنزهوا بِهِ. ورتبا قَرْمِش وَبَقِيَّة الْعَسْكَر على الْحصار فَلَمَّا نزل سُلَيْمَان وجانبك للنزهة وثب بِهِ أَصْحَاب سُلَيْمَان وقيدوه وسرى بِهِ سُلَيْمَان على أكديش ليلته وَمن الْغَد حَتَّى وافى بِهِ بيوته على أبلستين وَكتب يعلم السُّلْطَان بذلك. وَكَانَ الْقَبْض على جَانِبك فِي سَابِع عشر شهر ربيع الأول هَذَا. شهر ربيع الآخر أَوله يَوْم الِاثْنَيْنِ: فِيهِ قدم جمال الدّين يُوسُف بن الصفي الكركي نَاظر الْجَيْش بِدِمَشْق مَطْلُوبا وَهُوَ مَرِيض بضربان المفاصل وَمَعَهُ تقدمة حَلِيلَة فَقبلت تقدمته وَأمر بِالْإِقَامَةِ فِي منزله حَتَّى يبرأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>