وَفِيه حضر فصاد اسكندر بن قرا يُوسُف بَين يَدي السُّلْطَان بكتابه فقرئ وَأجِيب بالشكر وَالثنَاء. وَحمل إِلَيْهِ مَال وَغَيره بِنَحْوِ عشرَة آلَاف دِينَار. ووعد بمسير السُّلْطَان إِلَى تِلْكَ الْبِلَاد. وَفِيه عرض السُّلْطَان الاصطبل بِنَفسِهِ. وَفِي حادي عشرينه: سَار الْأَمِير تغري برمش إِلَى مَحل كفَالَته بحلب. هَذَا وَقد ارْتَفَعت الأسعار بِالْقَاهِرَةِ فَبلغ الأردب الْقَمْح ثَلَاثمِائَة وَسِتِّينَ والبطة الدَّقِيق مائَة وَعشرَة وَالْخبْز نصف رَطْل بدرهم والأردب من الشّعير أَو الفول مِائَتي دِرْهَم وَعشرَة دَرَاهِم وَلحم الضَّأْن ثَمَانِيَة دَرَاهِم وَلحم الْبَقر خَمْسَة دَرَاهِم وَنصف وكل ذَلِك من الْفُلُوس وَبلغ الزَّيْت الطّيب - وَهُوَ زَيْت الزَّيْتُون - أَرْبَعَة عشر درهما الرطل. وَبلغ الشيرج اثْنَي عشر درهما الرطل. وَقد حكر الفلفل فَلَا يُبَاع إِلَّا للسُّلْطَان فَقَط وَلَا يشترى إِلَّا مِنْهُ خَاصَّة. وَفِي رَابِع عشرينه: ركب السُّلْطَان للرماية فَضَجَّ الْعَامَّة واستغاثوا من قلَّة وجود الْخبز فِي الْأَسْوَاق مَعَ كَثْرَة وجود الْقَمْح بالشون فَلم يلْتَفت إِلَيْهِم. وَفِي تَاسِع عشرينه: توجه شادي بك أحد رُءُوس النوب بِمَال وخيل وَغير ذَلِك إِلَى الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن دلغادر نَائِب أبلستين وَإِلَى وَالِده الْأَمِير سُلَيْمَان وَكتب لَهما بِأَن يسلما شادي بك جَانِبك الصُّوفِي ليحمله إِلَى قلعة حلب. وَفِي هَذَا الشَّهْر: قدمت طَائِفَة من أَعْيَان التُّجَّار بِدِمَشْق إِلَى الْقَاهِرَة وَقد طُلبوا فَإِنَّهُ بلغ السُّلْطَان أَنهم حملُوا مِمَّا اشتروه من جدة من البهار عدَّة أجمال إِلَى دمشق. وَقد تقدم مرسوم السُّلْطَان من سِنِين بِأَن من اشْترى بهاراً من جدة لَا بُد أَن يحملهُ إِلَى الْقَاهِرَة سَوَاء كَانَ المُشْتَرِي شاميُاً أَو عراقياً أَو عجمياً أَو رومياً. وَأنكر على
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute