يخْطب وتضرب السِّكَّة باسمه وَأخرج صفا خلعة بنيابة مصر وَمَعَهَا تَاج ليلبس السُّلْطَان ذَلِك. وخاطب السُّلْطَان بِكَلَام لم يسمع مَعَه صَبر فَضرب صفا ضربا مبرحاً وَأُلْقِي فِي بركَة مَاء. وَكَانَ يَوْمًا شَدِيد الْبرد ثمَّ أنزلوا ورسم بنفيهم فَسَارُوا فِي الْبَحْر إِلَى مَكَّة فوصلوها وَأَقَامُوا بهَا بَقِيَّة السّنة وحجوا. وَفِي رابعه: كتب إِلَى مُرَاد بن عُثْمَان - متملك بِلَاد الرّوم - بِأَن يكون مَعَ السُّلْطَان على حَرْب شاه رخ. وَكتب إِلَى بِلَاد الشَّام بتجهيزهم الإقامات للسَّفر. وَفِي سابعه: خُلع على شيخ الشُّيُوخ محب الدّين ابْن قَاضِي الْعَسْكَر شرف الدّين عُثْمَان الْأَشْقَر بن سُلَيْمَان بن رَسُول بن الْأَمِير يُوسُف بن خَلِيل بن نوح الكراني التركماني الْحَنَفِيّ وَاسْتقر فِي كِتَابَة السِّرّ عوضا عَن القَاضِي كَمَال الدّين مُحَمَّد بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْبَارِزِيّ. وخلع على وَلَده شهَاب الدّين أَحْمد وَاسْتقر شيخ الشُّيُوخ وخلع على الْأَمِير غرس الدّين خَلِيل بن شاهين الَّذِي ولي نِيَابَة الْإسْكَنْدَريَّة وَاسْتقر فِي نظر دَار الضَّرْب وَكَانَ بيد ابْن قَاسم المتوجه إِلَى الْحجاز وَقد أَقَامَ فِيهِ أَخَاهُ وَاسْتقر أَيْضا أَمِير الْحَاج. وَفِي حادي عشره: قدم الْأَمِير شاد بك المتوجه لأخذ جَانِبك الصُّوفِي من عِنْد الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن دلغادر وَقد أَخذ مَا على يَده من المَال وَغَيره وَلم يُمكن من جَانِبك الصُّوفِي فشق على السُّلْطَان ذَلِك وعزم على السّفر وَجمع الْأُمَرَاء وحلفهم على طَاعَته. وَعين سَبْعَة وَفِي ثَانِي عشره: رسم بِأَن الْقُضَاة لَا تحبس من عَلَيْهِ من دين إِلَّا بالمقشرة حَيْثُ تحبس أَرْبَاب الجرائم. وَألا يحبس إِلَّا من عَلَيْهِ من الَّذين مبلغ ثَلَاثمِائَة دِرْهَم فَصَاعِدا لَا أقل من ذَلِك. ثمَّ انْتقض هَذَا بعد قَلِيل كَمَا هِيَ عَادَة الدولة فِي تنَاقض مَا ترسم بِهِ. وَفِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشره: بعث الشريف زين الدّين أَبُو زهر بَرَكَات بن حسن بن عجلَان أَمِير مَكَّة بعثاً لمحاربة بشر من بطُون حَرْب إِحْدَى قبائل مدحج: ومنازلهم حول عسفان نزلوها من نَحْو سِتَّة عشر وَثَمَانمِائَة وَقد أخرجهم بَنو لَام من أَعمال الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَكثر عبثهم وَأَخذهم السابلة من الْمَارَّة إِلَى مَكَّة بالميرة. وَجعل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute