للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وجهز الْجَمِيع وَبعث مَعَهم عدَّة من خُدَّامه الطواشية وعَلى أَيْديهم خَمْسَة آلَاف شاش ليبيعوها ويشتروا لَهُ بهَا أَمْتعَة. فَرَكبُوا فِي الْبَحْر فحيرهم الرّيح وألقاهم إِلَى بعض جزائر ذيبة بهَا الطواشي المجهز من مصر. وَبلغ صَاحب ذيبة أَنه عَتيق غير السُّلْطَان فَأخذ مَا تَركه وَلم يتَعَرَّض لشَيْء من الْهَدِيَّة فاتفق مَعَ ذَلِك قتل ملك بنجالة أَحْمد الَّذِي جهز الْهَدِيَّة الثَّانِيَة وَقَامَ آخر بعده. فَلَمَّا اعتدل الرّيح سَارُوا عَن ذيبة إِلَى أَن قاربوا جدة غرق مركبهم بِمَا فِيهِ عَن آخِره. فَنَهَضَ الصاحب كريم الدّين من مَكَّة وَقد بلغه الْخَبَر حَتَّى نزل جدة وَندب النَّاس فَأخْرج من تَحت المَاء الشاشات وَالثيَاب البيرم بعد مكثها فِي المَاء سِتَّة أَيَّام. وَتَلفت المراطبينات الَّتِي بهَا الزنجبيل المربا والكابلي المربا وَنَحْو ذَلِك. فَسلم الشاشات والبيارم إِلَى القصَّارين حَتَّى أعادوا جدَّتهَا. وَكتب إِلَى السُّلْطَان بذلك. فَكتب بِالْقَبْضِ على طواشية ملك بنجالة وَأخذ الْخَمْسَة آلَاف شاش مِنْهُم ومنعهم من الْمَجِيء إِلَى الْقَاهِرَة. وَأَن من ورد ببضاعة إِلَى جدة من ذيبة أخذت للديوان بأسرها فندب أَبُو السعادات ابْن ظهيرة قَاضِي مَكَّة الشَّافِعِي مَعَه أَبُو الْبَقَاء بن الضياء قَاضِي الْحَنَفِيَّة لإيقاع الحوطة على الشاشات. ورسم على الطواشية حَتَّى أخذت مِنْهُم بأسرها بَعْضهَا صنفا وَثمن مَا باعوه مِنْهَا وضمت إِلَى مَال الدِّيوَان. وَفِي هَذَا الشَّهْر: نزل القان شاه رخ على سلطانية وعزم على أَنه لَا يرحل عَنْهَا إِلَى هراة دَار ملكه حَتَّى يبلغ غَرَضه من اسكندر بن قرا يُوسُف. شهر ذِي الْحجَّة أَوله يَوْم السبت: فِي يَوْم الْخَمِيس سادسه وسابع عشْرين بؤونة: نُودي على النّيل بِزِيَادَة خَمْسَة أَصَابِع. وَقد جَاءَت الْقَاعِدَة سِتَّة أَذْرع وَثَمَانِية عشر إصبعاً واستمرت الزِّيَادَة. وَللَّه الْحَمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>