يُوسُف من ولد يحيى بن النَّاصِر أَحْمد بن الهادى يحيى بن الْقَاسِم الرسى بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الْحسن بن الْحسن بن على بن أَبى طَالب رضى الله عَنْهُم فِي سَابِع صفر بَعْدَمَا أَقَامَ فِي الْإِمَامَة بعد أَبِيه سِتا وَأَرْبَعين سنة وَثَلَاثَة أشهر وأضاف إِلَى صنعاء وصعدة عدَّة من حصون الإسماعيلية أَخذهَا مِنْهُم بعد حروب وحصار فَقَامَ من بعده إبنه الإِمَام النَّاصِر صَلَاح الدّين مُحَمَّد بعهده إِلَيْهِ وبيعة الْجَمَاعَة لَهُ. فَمَاتَ بعد ثَمَانِيَة وَعشْرين يَوْمًا فِي خَامِس عشْرين شهر ربيع الأول فأجمع الزيدية بعده على رجل مِنْهُم يُقَال لَهُ صَلَاح بن على بن مُحَمَّد بن أَبى الْقَاسِم وَبَايَعُوهُ ولقبوه بالمهدى. وَهُوَ من بنى عَم الإِمَام الْمَنْصُور. وَقَامَ بأَمْره أبن سنقر على أَن يكون الحكم لَهُ فعارضه الإِمَام وَصَارَ يحكم بِمَا يُؤدى إِلَيْهِ إجتهاده وَلَا يلْتَفت إِلَى ابْن سنقر فثار عَلَيْهِ بعد سِتَّة أشهر رجل يُقَال لَهُ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الساودى. وأعانه قَاسم ابْن سنقر وقبضا عَلَيْهِ وسجناه فِي قصر صنعاء. ووكل بِهِ مُحَمَّد بن أَسد الأسدى. وَقَامَ قَاسم بِالْأَمر. فدبرت زَوْجَة الإِمَام المهدى فِي خلاصه وَدفعت إِلَى الأسدى الْمُوكل بِهِ ثَلَاثَة آلَاف أُوقِيَّة فأفرج عَنهُ وَخرج بِهِ من الْقصر. وَسَار إِلَى معقل يُسمى ظفار وَفِيه زَوْجَة المهدى. وَمضى الأسدى إِلَى معقل يُسمى دمر وَهُوَ من أعظم معاقل الإسماعيلية الَّتِى إنتزعها الإِمَام الْمَنْصُور على بن صَلَاح. وَأقَام المهدى مَعَ زَوجته بظفار. ثمَّ جمع النَّاس ويسار إِلَى صنعاء فَوَقع بَينه وَبَين ابْن سنقر وقْعَة إنكسر فِيهَا الإِمَام وتحصن بقلعة يُقَال لَهَا تلى فَلَمَّا بلغ ذَلِك زَوجته ملكت صعدة وأطاعها من بهَا من النَّاس فاضطرب أَمر قَاسم. وَكَانَ النَّاس مخالفين عَلَيْهِ فَأَقَامَ ولدا صَغِيرا وَهُوَ ابْن بنت الإِمَام الْمَنْصُور على وَأَبوهُ من الْأَشْرَاف الرسية فازداد النَّاس نفورا عَنهُ وَإِنْكَارا عَلَيْهِ. وإستدعوا الإِمَام المهدى إِلَى صعدة فَقَدمهَا وَبَايَعَهُ الْأَشْرَاف بيعَة ثَانِيَة حَتَّى تمّ أمره. وَبعث إِلَى أهل الْحُصُون يَدعُوهُم إِلَى طَاعَته فَأَجَابُوهُ وإنفرد قَاسم بِصَنْعَاء وَحدهَا على كره من أَهلهَا وبغض لَهُ.