للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفيهَا كثر تردد النَّاس إِلَى فَخر الدّين يُوسُف ابْن شيخ الشُّيُوخ بَعْدَمَا أطلقهُ السُّلْطَان فِي السجْن فكره السُّلْطَان ذَلِك وَأمره أَن يلازم دَاره. وفيهَا بلغ السُّلْطَان أَن النَّاصِر دَاوُد صَاحب الكرك قد وَافق الصَّالح إِسْمَاعِيل صَاحب دمشق والمنصور إِبْرَاهِيم صَاحب حمص وَأهل حلب على محاربته فسير السُّلْطَان كَمَال الدّين بن شيخ الشُّيُوخ على عَسْكَر إِلَى الشَّام فَخرج إِلَيْهِ النَّاصِر وقاتله بِبِلَاد الْقُدس وأسره فِي عدَّة من أَصْحَابه ثمَّ أطلقهُم وعادوا إِلَى الْقَاهِرَة. وَكَانَ من خبر ذَلِك أَنه فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشر صفر وَقع عَسْكَر النَّاصِر دَاوُد على الْأَمِير عز الدّين أيبك صَاحب صرخد وَقد نزل على الغوار فَكَسرهُ وَأخذ الأثقال وَكَانَ مَعَه الْأَمِير شمس الدّين شرف - الْمَعْرُوف بالسبع مجانين - وشمس الدّين أَبُو الْعَلَاء الكرديان وَشرف الدّين بن الصارم صَاحب بَنِينَ وَكَانَ مقدم عَسْكَر النَّاصِر سيف الدّين بن قلج وَجَمَاعَة من الأيوبية من عَسْكَر مصر. وفيهَا سَار الخوارزمية إِلَى الْموصل فسالمهم صَاحبهَا بَحر الدّين لُؤْلُؤ نَصِيبين وَوَافَقَهُمْ المظفر شهَاب الدّين غَازِي بن الْعَادِل صَاحب ميافارقين ثمَّ سَارُوا إِلَى آمد فَخرج إِلَيْهِم عَسْكَر حلب عَلَيْهِ الْمُعظم فَخر الدّين توران شاه بن صَلَاح الدّين فدفعوهم عَنْهَا ونهبوا بِلَاد ميافارقين وَجَرت بَينهم وَبَين الخوارزمية وقائع ثمَّ عَاد الْعَسْكَر إِلَى حلب فغار الخوارزمية على رساتيق الْموصل. وفيهَا فلج المظفر صَاحب حماة فِي شعْبَان وَهُوَ جَالس بَغْتَة فَأَقَامَ أَيَّامًا ملقي لَا يَتَحَرَّك وَلَا يتَكَلَّم ثمَّ أَفَاق وَبَطل شقَّه الْأَيْمن فسير إِلَيْهِ الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب من مصر بطبيب يعرف بالنفيس بن طليب النَّصْرَانِي فَلم ينجح فِيهِ دَوَاء وَاسْتمرّ كَذَلِك سِنِين وشهوراً حَتَّى مَاتَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>