للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِيه رسم. بِمَنْع المماليك من النُّزُول من طباقهم بالقلعة إِلَى الْقَاهِرَة وَذَلِكَ أَنهم صَارُوا ينزلون طوائف طوائف إِلَى الْمَوَاضِع الَّتِى يجْتَمع بهَا الْعَامَّة للنزهة ويتفننوا فِي الْعَبَث وَالْفساد من أَخذ عمائهم الرِّجَال وإغتصاب النِّسَاء وَالصبيان وَتَنَاول معايش الباعة وَغير ذَلِك فَلم يتم مَنعهم ونزلوا على عَادَتهم السَّيئَة. وَفِي عاشرة: حمل إِلَى الْأُمَرَاء الثَّمَانِية نَفَقَة السّفر وهى لكل أَمِير ألفا دِينَار أشرفية. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشرَة: ركب السُّلْطَان إِلَى خليج الزَّعْفَرَان من الريدانية خَارج الْقَاهِرَة وَفِي هَذَا الشَّهْر: وَقع الوباء بِبِلَاد الصَّعِيد من أَرض مصر وَكثر بِدِمَشْق وشنع بحلب وأعمالها فأظهر أَهلهَا التَّوْبَة وَأَغْلقُوا حانات الخمارين وَمنعُوا البغايا الواقفات للبغاء والشباب المرصدين لعمل الْفَاحِشَة بضرائب تحمل لنائب حلب وَغَيره من أَرْبَاب الدولة فتناقص الْمَوْت وخف الوباء حَتَّى كَاد يرْتَفع. ففرح أهل حلب بذلك وَجعلُوا شكر هَذِه النِّعْمَة أَن فتحُوا الخمارات وأوقفوا البغايا والأحداث للْفَسَاد بالضرائب المقررة عَلَيْهِم فَأَصْبحُوا وَقد مَاتَ من النَّاس ثَمَانمِائَة إِنْسَان. وإستمر الوباء الشنيع وَالْمَوْت الذريع فيهم رَجَب وَشَعْبَان وَمَا بعده. شهر شعْبَان أَوله يَوْم الْإِثْنَيْنِ: أهل هَذَا الشَّهْر وَالسُّلْطَان مَرِيض وَقد أخرج مَالا فرق فِي جمَاعَة من النَّاس على سَبِيل الْبر وَالصَّدَََقَة فمازال إِلَى يَوْم الثُّلَاثَاء تاسعه فَخلع فِيهِ على الْأَطِبَّاء لعافية السُّلْطَان. وَركب من الْغَد فزار القرافة وَفرق مَالا فِي الْفُقَرَاء وَعَاد وَالْمَرَض بَين فِي وَجهه. وَفِي هَذَا الْيَوْم: أعنى يَوْم الْأَرْبَعَاء عاشره حدثت ريح شَدِيدَة فِي مُعَاملَة طرابلس واللاذقية وحماة وحلب وحمص وأعمالها وإستمرت عدَّة أَيَّام فَأَلْقَت من الْأَشْجَار مَا لَا يدْخل تَحت حصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>