للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عنْدكُمْ وَقد إستخلفته عَلَيْكُم فإدعوا لَهُ وأطيعوه وَلَا تختلفوا فَيدْخل بَيْنكُم غَيْركُمْ فَتَهْلكُوا. وأوصاهم أَلا يُغيرُوا على أحد من الْأُمَرَاء وَأَن يبقوا الْأُمَرَاء المجردين على أمرياتهم وَلَا يُغيرُوا نواب الممالك. فإشتد عِنْد ذَلِك بكاؤهم وَبكى الْحَاضِرُونَ أَيْضا ثمَّ أقسم السُّلْطَان وأعيد إِلَى فرَاشه وَقد كتب الْخَلِيفَة بإمضاء عهد السُّلْطَان وَشهد عَلَيْهِ فِيهِ الْقُضَاة بذلك ثمَّ كتب القاضى شرف الدّين الْأَشْقَر إشهادًا على السُّلْطَان بِأَنَّهُ جعل الْأَمِير الْكَبِير جقمق العلاى قَائِما بتدبير أُمُور الْملك الْعَزِيز وَأخذ فِيهِ خطّ الْخَلِيفَة بالإمضاء وَشَهَادَة الْقُضَاة عَلَيْهِ بذلك فألصقه بالعهد وإنفضوا جَمِيعهم. وَفِي هَذَا الْيَوْم: أنْفق فِي المماليك السُّلْطَانِيَّة كل وَاحِد مبلغ ثَلَاثِينَ دِينَارا فَكَانَت جُمْلَتهَا مائَة وَعِشْرُونَ ألف دِينَار. وَفِيه خلع على تغرى بردى أحد أَتبَاع التَّاج الشويكى وإستقر فِي ولَايَة الْقَاهِرَة عوضا عَن عمر بن سَيْفا أخى التَّاج فَإِنَّهُ مرض بالطاعون من آخر نَهَار الْجُمُعَة. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة سادسه: إستدعى الصاحب بدر الدّين حسن بن نصر الله إِلَى القلعة. فَلَمَّا مثل بَين يدى مَوْلَانَا السُّلْطَان أَمر بِهِ فَخلع عَلَيْهِ وإستقر بِهِ فِي كِتَابَة السِّرّ عوضا عَن وَلَده صَلَاح الدّين مُحَمَّد وَقد توفّي. فَنزل فِي موكب جليل على فرس رائع بقماش ذهب أخرج لَهُ من الاصطبل السلطانى. وخلع مَعَه أَيْضا على نور الدّين على بن السويفي وإستقر فِي حسبَة الْقَاهِرَة عوضا عَن دولت خجا وَقد مَاتَ فِي أول الشَّهْر وَفِي هَذَا الشَّهْر: أتلف الْجَرَاد بضواحى الْقَاهِرَة كثيرا من المقاتى كالخيار والبطيخ والقثاء والقرع. وَوَقع الطَّاعُون فِي الْغنم وَالدَّوَاب. وَوجد فِي النّيل سمك كثير طَاف قد مَاتَ من الطَّاعُون. وَأما الطَّاعُون فَإِنَّهُ كَمَا تقدم إبتدأ بِالْقَاهِرَةِ من أول شهر رَمَضَان وَكثر فِي شَوَّال حَتَّى تجَاوز عدَّة من يصلى عَلَيْهِ فِي مصلى بَاب النَّصْر كل يَوْم أَرْبَعمِائَة ميت سوى بَقِيَّة الْمُصَليَات وعدتها بضع عشرَة مصلى. وَمَعَ ذَلِك فَلم تبلغ عدَّة من يرفع فِي أوراق ديوَان الْمَوَارِيث قطّ أَرْبَعمِائَة. وَسَببه أَن النَّاس أعدُّوا توابيت للسبيل ومعظم من يَمُوت إِنَّمَا هم الْأَطْفَال وَالْإِمَاء فَلَا يحْتَاج أهلهم إِلَى إطلافهم من الدِّيوَان.

<<  <  ج: ص:  >  >>