وَمَات الْأَمِير تمراز المؤيدى خنقا بالإسكندرية فِي ثَالِث عشْرين جُمَادَى الْآخِرَة وَهُوَ أحد المماليك المريدية شيخ رباه صَغِيرا إِلَى أَن تغير عَلَيْهِ وضربه ونفاه إِلَى طرابلس فتنقل بعد موت المريد إِلَى أَن ركب مَعَ الْأَمِير قانباى فَقبض عَلَيْهِ وسجن بقلعة الرّوم مُدَّة. ثمَّ أفرج عَنهُ وأنعم عَلَيْهِ بإمرة عشرَة بحلب ثمَّ نقل بعد مُدَّة على إمرة بِدِمَشْق ثمَّ ولى نِيَابَة صفد وَنقل مِنْهَا لنيابة غَزَّة ثمَّ قبض عَلَيْهِ لما قدم على السُّلْطَان وسجن بالإسكندرية وَبهَا قتل وَلم يكن مشكورا. وَمَات الْأَمِير جَانِبك الصُّوفِي فِي يَوْم الْجُمُعَة خَامِس عشر شهر ربيع الآخر وَهُوَ أحد المماليك الظَّاهِرِيَّة برقوق. ترقى فِي الخدم وَصَارَ من أُمَرَاء الألوف وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال حَتَّى قبض عَلَيْهِ الْأَشْرَف برسباى وسجنه ففر من سجنه بالإسكندرية وأعيا السُّلْطَان تطلبه وإمتحن جمَاعَة بِسَبَبِهِ إِلَى أَن ظهر عِنْد ابْن دلغادر وحاول مَا لم يقدر عَلَيْهِ فَهَلَك دون بُلُوغ مُرَاده. وَحمل رَأسه إِلَى السُّلْطَان كَمَا مر ذكره مشروحًا. وَكَانَ ظَالِما عاتيًا جبارًا لم يعرف بدين وَلَا كرم. وَمَات شمس الدبن مُحَمَّد بن الْخضر بن دَاوُد بن يَعْقُوب المصرى شهرة الحلبى الشافعى فِي يَوْم الْأَحَد النّصْف من شهر رَجَب وَكَانَ خيرا دينا كثير التِّلَاوَة لِلْقُرْآنِ فَاضلا حسن المحاضرة وَتصرف فِي الْكِتَابَة بديوان الْإِنْشَاء مُدَّة. ثمَّ توجه إِلَى الْقُدس بَعْدَمَا أَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ سِنِين فَمَاتَ هُنَاكَ. رَحمَه اللة. وَمَات بِمَكَّة شرفها الله الْأَمِير جَانِبك الْحَاجِب الْمُجَرّد على المماليك إِلَى مَكَّة فِي حادى عشر شعْبَان. ومستراح مِنْهُ. وَمَات بِدِمَشْق الشَّيْخ عَلَاء الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد البخارى الحنفى فِي خَامِس شهر رَمَضَان. وَكَانَ ورعًا بارعًا فِي عُلُوم من عَرَبِيَّة وَمَعَان وَبَيَان وَغير ذَلِك وَله فِي الدولة مكانة. سكن بِلَاد الْهِنْد وَعظم عِنْد ملكهَا ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وتصدر لإِفَادَة الْعلم فَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة وَعظم قدره. ثمَّ سكن دمشق حَتَّى مَاتَ بهَا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute