للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَيَّام فِي الْأُسْبُوع وَأَن تكون الْخدمَة بِالْقصرِ فَقَط. ويتوفر حُضُور أهل الدولة إِلَى القلعة فِي يَوْم الْأَحَد وَيَوْم الْأَرْبَعَاء وَيَوْم الْجُمُعَة وهى الْأَيَّام الَّتِي عمل فِيهَا الْخدمَة بالحوش. ثمَّ إنتقض ذَلِك بعد قَلِيل. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَانِي عشره: قدم مَمْلُوك الْأَمِير تغرى برمش نَائِب حلب بكتابه يتَضَمَّن رحيل الْأُمَرَاء ونائب الشَّام جَمِيعًا عَن حلب إِلَى جِهَة دمشق فِي سادس عشْرين الْمحرم وَأَنه قدم بعدهمْ إِلَى حلب فِي ثامن عشرينه. وَفِي ثَانِي عشره: تجمع المماليك الأشرفية بالقلعة يُرِيدُونَ قتل خشداشيهم الْأَمِير أينال الدوادار ففر مِنْهُم بحماية بَعضهم لَهُ وَنزل إِلَى دَاره فوقفوا خَارج الْقصر وسألوا الْأَمِير الْكَبِير جقمق أَن يكون هُوَ المستبد بالحكم وَأَن تكف يَد أينال وَغَيره عَن الحكم وَالتَّصَرُّف فَوَعَدَهُمْ ذَلِك فإنفضوا ووقف من الْغَد يَوْم الثُّلَاثَاء جمَاعَة مِنْهُم تَحت القلعة بِغَيْر سلَاح فَكَانَت بَينهم وَبَين جمَاعَة الْأَمِير أينال وقْعَة بالدبابيس. ثمَّ عَادوا بكرَة يَوْم الْأَرْبَعَاء إِلَى مواقفهم تَحت القلعة وَقد صَار الْعَسْكَر قسمَيْنِ: إِحْدَاهمَا مَعَ الْأَمِير الْكَبِير نظام الْملك جقمق وَيُقَال لَهُم القرانصة وهم الْأُمَرَاء والمماليك الظَّاهِرِيَّة برقوق والناصرية فرج بن برقوق والمؤيدية والنوروزية والجكمية وَمَعَهُمْ طَائِفَة من الأشرفية قد فارقوا إِخْوَتهم وصاروا مَعَ هَؤُلَاءِ. وكل من الْأَمِير الْكَبِير وَمِمَّنْ مَعَه يظْهر أَنه فِي طَاعَة السُّلْطَان وَإِنَّمَا يُرِيد أَن تنزل طَائِفَة من الأشرفية سموهم إِلَى عِنْد الْأَمِير الْكَبِير جقمق فَإِنَّهُم هم الَّذين يثيرون الْفِتْنَة. وَالْقسم الآخر المماليك الأشرفية وهم بالقلعة مَعَ السُّلْطَان وَعِنْدهم الْخَلِيفَة وبأيديهم فِي القلعة خَزَائِن الْأَمْوَال وحواصل السِّلَاح الْكثير إِلَّا أَنهم أغمار جهال لم يجربوا الْأُمُور وَلَا أدربتهم الْأَيَّام فَلَا ينقاد صَغِيرهمْ لكبيرهم. والقرانصة وَإِن كَانُوا أقل مَالا ورحالاً إِلَّا أَنهم أقعد من الأشرفية بأعمال الْحَرْب وَأعرف بتصاريف الْأُمُور وَقد إجتمعوا على الْأَمِير الْكَبِير جقمق وإنقادوا لَهُ وَأَجْمعُوا على الْحَرْب مَعَه. فَلَمَّا أَصْبحُوا يَوْم الْخَمِيس لم يصعد الْأَمِير الْكَبِير جقمق إِلَى القلعة وتحول من دَاره المطلة على بركَة الْفِيل وَنزل فِي بَيت قوصون تجاه بَاب السلسلة وَجمع عَلَيْهِ من وَافقه من القرانصة وَمن الزعر وأوغاد الْعَامَّة. وَقد وعدهم بِالنَّفَقَةِ فيهم. فإستعد الأشرفية فِي القلعة وَبَاتُوا على ذَلِك. وظلوا نَهَار الْجُمُعَة سادس عشره على تعبئتهم إِلَى بعد صَلَاة الْعَصْر. ثمَّ زحف أَتبَاع الْأَمِير جقمق على القلعة وَقد لبسوا أسلحتهم وهم فِيمَا يظْهر دون أهل القلعة فِي العَدد والعِدد فَرَمَاهُمْ الأشرفية بالنشاب حَتَّى أبعدوهم فمالوا نَحْو بَاب القرافة

<<  <  ج: ص:  >  >>