للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هَذَا والأمير قرقماس وَسَائِر الْأُمَرَاء وأرباب الْوَظَائِف تحضر عِنْد الْأَمِير نظام الْملك الْخدمَة بالحراقة وتأكل على سماطه إِلَى أَن خلع الْعَزِيز فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشره فَكَانَت مدَّته أَرْبَعَة وَتِسْعين يَوْمًا وَمن الإتفاق الْغَرِيب أَن عدَّة حُرُوف عَزِيز بالجمل أَرْبَعَة وَتِسْعين. السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر أَبُو سعيد جقمق العلائى الجركسى الظَّاهِرِيّ: هَذَا الْملك سبى صَغِيرا من بِلَاد الجركس وجلب إِلَى الْقَاهِرَة وربي فِي بَيت الْأَمِير أينال اليوسفي وإنتقل إِلَى الْملك الظَّاهِر برقوق من على ولد الْأَمِير أينال فتنقل فِي الخدم إِلَى أَن صَار بعد الْأَشْرَف برسباى نظام الْملك كَمَا تقدم ذكره. فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشر ربيع الأول: هَذَا إستدعى الْخَلِيفَة والأمراء والقضاة وَجَمِيع أَرْبَاب الدولة إِلَى الحراقة بالاصطبل وَأثبت عدم أَهْلِيَّة الْملك الْعَزِيز يُوسُف لِأَنَّهُ لَا يحسن التَّصَرُّف فخلعه الْخَلِيفَة وفوض السلطة للأمير نظام الْملك جقمق فِي أخر السَّاعَة الثَّانِيَة وتلقب بِالْملكِ الظَّاهِر أَبى سعيد وأفيضت عَلَيْهِ الْخلْع الخليفتية وقلد بِالسَّيْفِ. وَركب من الحراقة والجميع مشَاة فِي خدمته وَقد دقَّتْ البشائر حَتَّى صعد إِلَى الْقصر. وَجلسَ على تخت الْملك فَقبل الْأُمَرَاء الأَرْض وإنصرفوا. ونودى فِي الْقَاهِرَة وظواهرها بِالدُّعَاءِ للْملك الظَّاهِر وَأَن النَّفَقَة مائَة دِينَار لكل مَمْلُوك. وسجن الْعَزِيز فِي بعض دور القلعة وَنزل عِنْده دادته سر النديم الحبشية وعدة من جواريه مَا بَين سرارى وخدم وطواشيه صندل الْهِنْدِيّ. ومكنت مرضعته من الترداد إِلَيْهِ وَالْمَبِيت عِنْده. وأجرى لَهُ من اللَّحْم والدجاج والأوز فِي كل يَوْم مَا يَلِيق بِهِ سوى عشرَة آلَاف دِرْهَم فِي كل شهر من وقف أَبِيه. ورسم على بَابه جمَاعَة من المماليك. ثمَّ بعد أَيَّام رفع الترسيم عَن بَابه. وَكَانَ الْقَائِم فِي هَذَا الْأَمر قرقماس فَإِنَّهُ لما قدم ترفع ترفعًا زَائِدا إعجابًا بِنَفسِهِ وتكبرًا على غَيره وَشرع يتَصَرَّف فِي أُمُور الدولة بعجلة. وَجلسَ للْحكم بَين النَّاس

<<  <  ج: ص:  >  >>