للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذَلِك يجلس فِي دَاره ويأتيه من المماليك مَا شَاءَ الله حَتَّى تملأ دَاره بهم. وَالْأَخْبَار تنقل إِلَى الْأَمِير نظام الْملك وَيُقَال ذَلِك لقرقماس. فَتَأَخر عَن الرّكُوب فِي هَذَا الْيَوْم. فَلَمَّا خرج الْأَمِير نظام الْملك من بَين يَدي السُّلْطَان أرسل الْأَمِير تمراز رَأس نوبَة النوب والأمير قراجا وَالْقَاضِي زين الدّين عبد الباسط إِلَى الْأَمِير قرقماس فأبدى لَهُم مَا عِنْده من تغير خاطره لما نقل عَنهُ فمازالوا بِهِ حَتَّى ركب مَعَهم وطلع للأمير نظام الْملك بالحراقة فدخلا فِي جمَاعَة من ثقاتهما خلْوَة وتعاتبًا وتحالفًا ثمَّ خرجا فأركبه الْأَمِير نظام الْملك فرسا بقماش ذهب. وَنزل إِلَى دَاره وَفِي خدمته الْأَمِير تمراز وقراجا. فأركب كل مِنْهُمَا من دَاره فرسا بقماش ذهب وَأخذ من حِينَئِذٍ يسْلك طَرِيقا تضَاد مَا كَانَ عَلَيْهِ من طلب الْأَمر لنَفسِهِ وألح على الْأَمِير نظام الْملك فِي جُلُوسه على تخت الْملك ليحقق قَول الْحَكِيم الْجَاهِل لَا يَقع إِلَّا طرفا. بَيْنَمَا قرقماس لزهوه وإعجابه بِنَفسِهِ يُرِيد أَن يتسلطن إِذْ خدعه من خدعه فمشت عَلَيْهِ خدعه حَتَّى أفرط بِهِ الإنخداع وَصَارَ يُرِيد أَن من خدعه يتسلطن وَيصير هُوَ من أَتْبَاعه تمضى فِيهِ أوامره بعد أَن كَانَا كحليف يتصاولان فيخشى قرنه صولته ليقضي الله أمرا كَانَ مَفْعُولا. وَفِي هَذَا الْيَوْم: كتب عَن السُّلْطَان وَعَن الْأَمِير نظام الْملك وَعَن الْأَمِير قرقماس بإستدعاء الْمقر الكمالى مُحَمَّد بن البارزى قَاضِي الْقُضَاة بِدِمَشْق ليستقر فِي كِتَابَة السِّرّ وجهز القاصد لإحضاره. وَفِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشره: عملت الْخدمَة السُّلْطَانِيَّة بِالْقصرِ بَين يَدي السُّلْطَان وحضرها الْأَمِير نظام الْملك جقمق والأمير قرقماس وَعَامة الْأُمَرَاء والمباشرين وَكَانَت الْخدمَة السُّلْطَانِيَّة قد تركت من مُدَّة وأطرح جَانب السُّلْطَان فَتنبه لَهُ ذَلِك فِي هَذَا الْيَوْم الْمُبَارك. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة خَامِس عشره: صلى الْأَمِير قرقماس فِي الْمَقْصُورَة مَعَ السُّلْطَان صَلَاة الْجُمُعَة وَمضى وَلم يكلم وَاحِد مِنْهُمَا الآخر وَتَأَخر نظام الْملك عَن حُضُور الْجُمُعَة مَعَ السُّلْطَان. وَفِي يَوْم السبت سادس عشره: عملت الْخدمَة بِالْقصرِ على الْعَادة. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ: عملت الْخدمَة أَيْضا وَلم يحضرها الْأَمِير نظام الْملك.

<<  <  ج: ص:  >  >>