الْعَامَّة مَكْرُوها كثيرا وَحل بِهِ فِي هَذِه المحنة نكال شَدِيد وخزى زَائِد فَإِنَّهُ كَانَ من الْكبر والزهو والإعجاب وفرط الرقاعة على جَانب كَبِير مَعَ العسف والجبروت وَشدَّة الْبَطْش بِحَيْثُ كَانَ إِذا عاقب يضْرب الْألف ضَرْبَة وأزيد فَعُوقِبَ من جنس فعله. وَصَارَ مَعَ ذَلِك مثلا فَلَقَد أَقَامَت الْعَامَّة مُدَّة تجْهر فِي الْأَسْوَاق بقولِهَا لمن تَدْعُو عَلَيْهِ لَك ذله قرقماس. وَفِيه خلع على الْأَمِير أقبغا التمرازى وإستقر كَبِيرا أتابك العساكر عوضا عَن قرقماس. وأنعم عَلَيْهِ بإقطاع إِحْدَى التقدمتين اللَّتَيْنِ كَانَتَا مَعَ قرقماس. وخلع على الْأَمِير يشبك وإستقر أَمِير سلَاح عوضا عَن الأتابك أقبغا التمرازى. وخلع على الْأَمِير جرباش قاشق وإستقر أَمِير مجْلِس عوضا عَن الْأَمِير يشبك. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ تاسعه: إجتمع الْأُمَرَاء والقضاة والمباشرون وَسَائِر أهل الدولة للخدمهْ فِي الْقصر على الْعَادة وَقد جلس السُّلْطَان على التخت والخليفة والقضاة والأمراء على مَرَاتِبهمْ وَتقدم الصاحب بدر الدّين حسن بن نصر الله كَاتب السِّرّ فَقَرَأَ عهد أَمِير الْمُؤمنِينَ المعتضد بِاللَّه للسُّلْطَان وَهُوَ من إنْشَاء القَاضِي شرف الدّين أَبى بكر الْأَشْقَر نَائِب كَاتب السِّرّ. ثمَّ خلع على الْخَلِيفَة وقضاة الْقُضَاة الْأَرْبَع وَكَاتب السِّرّ ونائبه بَعْدَمَا جرى بَين قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين أَحْمد ابْن شيخ الْإِسْلَام بن حجر الشَّافِعِي وَبَين قَاضِي الْقُضَاة سعد الدّين سعد الديري الْحَنَفِيّ كَلَام اقْتضى عزل ابْن حجر نَفسه من الْقُضَاة فَأَعَادَهُ السُّلْطَان إِلَى وَظِيفَة الْقُضَاة وجدد لَهُ ولَايَة ثَانِيَة عَنهُ. وأضاف إِلَيْهِ مَا خرج عَنهُ فِي الْأَيَّام الأشرفية من نظر الْأَوْقَاف وَنظر وقف قراقوش وَنظر وقف بيبغا التركماني وَنظر وقف الْمدرسَة الطيبرسية بجوار الْجَامِع الْأَزْهَر وأكد عَلَيْهِ فِي أَنه لَا يقبل رِسَالَة مُتَوَجّه وَلَا يُؤجر وَقفا لَدَى جاه فَمَا أحسن ذَلِك لَو تمّ ودام. وَفِيه جهز توقيع برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن لباعوني بِقَضَاء دمشق عوضا عَن الْمقر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute