للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنة بِأَن هدمت دَار وَلَده أَبى هُرَيْرَة من أجل أَنَّهَا بنيت فِي زِيَادَة جَامع ابْن طولون وَلَقَد سَمِعت أُمِّي أَسمَاء إبنة مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن الصايغ الحنفيوكان ابْن الصايغ من الْأَفْرَاد فِي أُمُور الدّين وَالدُّنْيَا يَقُول عَن الله تَعَالَى أَنه قَالَ: يَا دَاوُد أَنا الرب الْوَدُود أعاقب الْأَبْنَاء بِمَا تَفْعَلهُ الجدود فَلَقَد عُوقِبَ فِي هَذِه الْحَادِثَة أَبُو أُمَامَة أَبُو الْيُسْر أَبنَاء أَبى هُرَيْرَة بِمَا فعله جدهما أَبُو أُمَامَة شمس الدّين وَلا يَظْلِم ربكَ أَحَدَا. وَفِي يَوْم السبت ثامنه: جمع الْحَافِظ قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين شيخ الْإِسْلَام أَبُو الْفضل أَحْمد بن حجر أَعْيَان الدولة وَفِيهِمْ الْمقَام الناصري مُحَمَّد ولد السُّلْطَان وَغَيره من الْأُمَرَاء وَكَاتب السِّرّ وناظر الْجَيْش والوزير وناظر الْجَيْش والقضاة وشيوخ الْعلم فِي عَامَّة طلبة الْعلم وَغَيرهم فَاجْتمعُوا بأعلا الْخمس الْوُجُوه من أَرض التَّاج خَارج الْقَاهِرَة. وَكَانَ الْوَقْت شتاء وَالْأَرْض مخضرة بأنواع الزراعات والخيول على مرابط ربيعها وَقدم لَهُم من أَنْوَاع الحلاوات وألوان الْأَطْعِمَة الفاخرة مَا يجل وَصفه وَيكثر مِقْدَاره وَقد أكمل تصنيف كتاب فتح الْبَارِي بشرح صَحِيح البخار فِي عشْرين مجلدة ثمَّ قرىء من آخِره مجْلِس خَفِيف وَقَامَ بعده خَتمه الشُّعَرَاء فَقَرَأَ عدَّة مِنْهُم قصائد فِي مدحه هَذَا وَقد اجْتمع بِهَذِهِ المنظرة وحولها من أَسْفَلهَا عَالم كَبِير من الرّحال وَغَيرهم ونصبت هُنَاكَ سوق وَضربت خيام عديدة فَكَانَ من الْأَيَّام الْمَذْكُورَة الَّتِي لم نعهد فِي مَعْنَاهُ مثله أنْفق فِيهِ مَال جزيل على مَا تقدم من المَال وَمَا أُجِيز بِهِ الشُّعَرَاء فِي هَذَا الْيَوْم. وَفِي يَوْم آخر بعده: إجتمعوا فِيهِ بخانكاة بيبرس من الْقَاهِرَة قَامَ فِيهِ شعراء أخر بمدائحهم فأجيزوا بجوائز سنية عديدة وَفرق أَيْضا مَال جم فِي جمَاعَة كَثِيرَة كتبُوا هَذَا الشَّرْح والحافظ الْمشَار إِلَيْهِ يمليه عَلَيْهِم بِهَذِهِ الخانكاة حَتَّى أكملوا نسخه فِي أَعْوَام فَكَانَ هَذَا من المآثر السّنيَّة والفضائل الجليلة الَّتِي زَادَت فِي رفعته. وَفِي تَاسِع عشره: ورد الْخَبَر بِأَن الْعَسْكَر الْمُجَرّد بِبِلَاد الصَّعِيد حَارب هوارة عدَّة مرار وَأَنَّهُمْ محتاجون إِلَى نجدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>