للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِيه قدم الْأَمِير يُونُس المؤيدي من دمشق فَارًّا من أينال الجكمى فَأكْرم وأنعم عَلَيْهِ. وَفِي يَوْم السبت ثَانِي عشره: إستقل الْأَمِير أقبغا التمرازى نَائِب الشَّام بِالْمَسِيرِ من الريدانية. وَفِيه نفى نور الدّين على بن أَحْمد السويفى إِمَام الْأَشْرَف برسباى إِلَى دمياط. وَفِيه دقَّتْ وَفِي يَوْم الْأَحَد ثَالِث عشره: كَانَ مسير العساكر المخيمة بالرملة إِلَى جِهَة دمشق. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ رَابِع عشره: إستقل الْأَمِير قراقجا الْحسنى أَمِير أخور ومقدم الْعَسْكَر بِالْمَسِيرِ من الريدانية بِمن مَعَه من الْأُمَرَاء والمماليك وعدتهم سِتّمائَة وَخَمْسُونَ فَارِسًا. وَفِيه ورد الْخَبَر بِأَن أينال الجكمى برز مخيمه إِلَى ظَاهر مَدِينَة دمشق فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْخَمِيس ثَالِث شَوَّال هَذَا عزم على الْخُرُوج من الْمَدِينَة إِلَى المخيم ليسير نَحْو الْقَاهِرَة فَركب عَلَيْهِ من أُمَرَاء دمشق الْأَمِير برسباى الْحَاجِب والأمير قانباى البهلوان الأتابك فِي عدَّة أُمَرَاء وقاتلوه خَارج الْمَدِينَة فَقَاتلهُمْ وَهَزَمَهُمْ فوقفوا لحربه ثَانِيًا فَهَزَمَهُمْ بعد وقْعَة أُخْرَى فإمتنعوا بالقلعة وَقد جرح مِنْهُم جمَاعَة فَأخذ خيولهم وَأَمْوَالهمْ وَنزل بالميدان وأبطل الْحَرَكَة للسَّفر وَسبب هَذِه الْحَرَكَة أَنه كتبت ملطفات سلطانية إِلَى أُمَرَاء دمشق وجهزت إِلَى الْأَمِير خشكلدى نَائِب قلعة صفد فَبعث بهَا على يَد نَصْرَانِيّ إِلَى بهاء الدّين مُحَمَّد بن نجم الدّين عمر بن حجى كَاتب السِّرّ ففرقها فِي الْأُمَرَاء وإستمالهم حَتَّى وافقوا على الرّكُوب على أينال الجكمى وَأَخذه ثمَّ إختفي من ليلته فَرَكبُوا هم من الْغَد وَكَانَ من أَمرهم مَا ذكر. وَلما ورد هَذَا الْخَبَر تفرس من لَهُ بصر بالأمور وإطلاع على أَحْوَال الْوُجُود بِأَن أَمر أينال الجكمى لَا يتم فَإِنَّهُ أَخطَأ الرَّأْي أَولا فِي الْقَبْض على الْأُمَرَاء لظَنّه بهم السوء ثمَّ إِطْلَاقهم وَالرُّكُوب إِلَيْهِم حَتَّى إِذا أمكنتهم الفرصة وَثبُوا عَلَيْهِ ليقتلوه فَكَانَت لَهُ عَلَيْهِم وأنى يفلح ملك لَا توافقه أعوانه. هَيْهَات ثمَّ هَيْهَات لَا يكون ذَلِك أبدا. وَفِيه ورد الْخَبَر بِأَن الْأَمِير يشبك المستقر أتابك العساكر إنتهى بِمن مَعَه من الْأُمَرَاء والمماليك فِي طلب هوارة إِلَى مَدِينَة إسنا فَلم يَقع بهم وَأَنه رَجَعَ بالعسكر إِلَى مَدِينَة

<<  <  ج: ص:  >  >>