أَنه مازال مختفيًا حَتَّى ظهر الْعَزِيز فغرته الخدع الَّتِي خودع بهَا من الثَّنَاء عَلَيْهِ وَبسط عذره فِي إختفائه وَدخل عشَاء على الْأَمِير جرباش قاشق أَمِير مجْلِس وإستجار بِهِ فأجاره وَقد ظن أَن السُّلْطَان يقبل شَفَاعَته ثمَّ صعد بِهِ من الْغَد وَقد بعث يعلم السُّلْطَان بِهِ فعندما وَقع فِي قَبْضَة السُّلْطَان أَمر بِهِ فقيد وسجن حَتَّى يحمل إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة والأمير جرباش يُكَرر تَقْبِيل يَد السُّلْطَان ورحله فِي أَن يشفعه فِيهِ فَلم يفعل وَأخرج فِي يَوْمه إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فسجن بهَا. وَفِي هَذَا الشَّهْر: قدم ركب التكرور برقيق كثير وتبر فَسَار أَكْثَرهم إِلَى الْحَج بَعْدَمَا باعوا الرَّقِيق فَهَلَك أَكْثَره عِنْد من إشتراهم. وَفِيه ظهر فِي السَّمَاء كَوْكَب لَهُ ذَنْب نَحْو الذراعين وَكَانَ يرى عشَاء بحذاء كواكب برج السرطان فَأَقَامَ أَيَّامًا. شهر ذِي الْقعدَة أَوله الْأَرْبَعَاء: فِي ثَانِيه: خلع على بهاء الدّين مُحَمَّد بن نجم الدّين عمر بن حجى كَاتب السِّرّ بِدِمَشْق وإستقر فِي قَضَاء الْقُضَاة الشَّافِعِيَّة بِدِمَشْق عوضا عَن تَقِيّ الدّين أَبى بكر بن قَاضِي شُهْبَة مَعَ مَا بِيَدِهِ من كِتَابَة السِّرّ وَذَلِكَ أَن الْأَمِير أينال الجكمى لما ثار بِدِمَشْق على ابْن حجى وَأخذ مِنْهُ مَالا فَكتب إِلَى ابْن حجى حَتَّى فرق الملطفات السُّلْطَانِيَّة فِي الْأُمَرَاء فَكَانَ من ركوبهم على النَّائِب مَا كَانَ وفر ابْن حجى وَقدم الْقَاهِرَة فجوزي على مَا كَانَ مِنْهُ بِإِضَافَة الْقَضَاء إِلَيْهِ بسفارة حميه الْمقر الكمالي مُحَمَّد بن الْبَارِزِيّ كَاتب السِّرّ وعناية عَظِيم الدولة زين الدّين عبد الباسط بِهِ. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامنه: دقَّتْ البشائر عِنْد وُرُود كتاب الْأَمِير ألابغا حَاجِب غَزَّة يتَضَمَّن قتال وَفِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء: الْمَذْكُور نقل الْعَزِيز من حَبسه بالمخدع من قاعة العواميد إِلَى سجن ضيق فِي الحوش تَحت الدهيشة بعد أَن سدت طاقاته ووكل بِهِ من يحفظه وَمنع من جَمِيع خدمه. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء: هَذَا أَخذ مَا كَانَ للعزيز بِالْقَاهِرَةِ من الحواصل الَّتِي تشْتَمل على
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute