للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَصَارَ يُكَاتب الطواشي جَوْهَر وَهُوَ إِذْ ذَاك فِي خدمَة علم الدّين داودَ بن الكويز نَاظر الْجَيْش فَيَقْضِي لَهُ حَوَائِجه إِلَى أَن خلص برسباى وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة صُحْبَة الظَّاهِر ططر ثمَّ تسلطن وتلقب بِالْملكِ الْأَشْرَف فَجعل جَوْهَر هَذَا لالا وَلَده فَعرف بجوهر اللالا مُدَّة وإشتهر ذكره لتمكنه من السُّلْطَان ورعي حق أَخِيه جَوْهَر فَتحدث لَهُ مَعَ السُّلْطَان حَتَّى عمله خازندارًا وتعاضدًا وتعاونًا ثمَّ ولاه السُّلْطَان زِمَام الدَّار فَصَارَ من جملَة الْأُمَرَاء الألوف حَتَّى مَاتَ فَعظم فِي أَيَّام وَلَده الْملك الْعَزِيز وَصَارَ هُوَ الْمشَار إِلَيْهِ إِلَيّ أَن خلع وَقَامَ فِي السلطنة الْأَمِير الْكَبِير جقمق وتلقب بِالْملكِ الظَّاهِر قبض عَلَيْهِ وسجنه ثمَّ صادره على مَال كَبِير وَهُوَ مَرِيض حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشْرين جمادي الأولي عَن سِتِّينَ سنة أَو نَحْوهَا وَكَانَ متدينا يحب أهل الْخَيْر وَيحسن إِلَيْهِم ويعتقدهم. وَمَات الْأَمِير قرقماس الشَّعْبَانِي وَأَصله من مماليك الظَّاهِر برقوق إشتراه صغرًا وَأَعْطَاهُ لوَلَده الْأَمِير فرج فَلَمَّا تسلطن بعد أَبِيه وتلفب بِالْملكِ النَّاصِر رقاه فِي خدمته ثمَّ خدم بعده الْمُؤَيد شيخ وَصَارَ دوادارا ثمَّ أَمِير مائَة فِي أَيَّام الْأَشْرَف وَعظم فِي إيامه وولاه حَاجِب الْحَاجِب ثمَّ ولاه نِيَابَة حلب مُدَّة وأقدمه مِنْهَا إِلَى ديار مصر وَعَمله أَمِير سلَاح وَأخرجه إِلَى التجريدة وَعَمله مقدم الْعَسْكَر فَسَار وَأخذ أرزنكان وَغَيرهَا فَمَاتَ الْأَشْرَف وَهُوَ فِي التجريدة فَقدم بعد مَوته وَبَالغ فِي خلع الْملك الْعَزِيز يُوسُف بن الْأَشْرَف برسباي فَلَمَّا خلع وتسلطن الْملك الظَّاهِر جقمق ركب عَلَيْهِ وقاتله فَلم يثبت وفر فَقبض عَلَيْهِ وسجن بالإسكندرية ثمَّ ضربت عُنُقه بهَا فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَانِي شهر جمادي الْآخِرَة وَقد بلغ الْخمسين أَو تجاوزها وَكَانَ يُوصف بعفة عَن القاذورات الْمُحرمَة وبمعرفة وخبرة وفروسية وشجاعة إِلَّا أَنه أفسد أمره بزهوه وتعاظمه وفرط رقاعته وَشدَّة إعجابه بِنَفسِهِ وإحتقار النَّاس وَالْمُبَالغَة فِي الْعقُوبَة وَقلة وَمَات شمس الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان الْبِسَاطِيّ الْمَالِكِي. قدم من الرِّيف وَطلب الْعلم وَعرف بعلوم الْعَجم فِي الْمنطق وَنَحْوه. وعاش دهراً فِي بؤس وَقلة بِحَيْثُ أَخْبرنِي أَنه ينَام على قَشّ الْقصب ثمَّ تحرّك لَهُ الْحَظ فولاه الْأَمِير جمال الدّين يُوسُف أستادار

<<  <  ج: ص:  >  >>