للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشَّام فَمَاتَ وَهُوَ على نيابتها فَلَمَّا خلع الْعَزِيز من برسباي خرج عَن طَاعَة السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر جقمق ودعا بِدِمَشْق للْملك الْعَزِيز فَبعث إِلَيْهِ السُّلْطَان العساكر فحاربته وهزمته ثمَّ قبض عَلَيْهِ وَقتل بقلعة دمشق فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَانِي ذِي الْقعدَة وَكَانَ مَشْهُورا بالشجاعة مشكور السِّيرَة إِلَّا أَنه لم يسعده جده. وَمَات الْأَمِير يخشي بك أَصله من المماليك المؤيدية وَصَارَ من الأشرفية فرقاه الْأَشْرَف برسباى حَتَّى صَار من أُمَرَاء الطبلخاناه وَعَمله أَمِير أخور ثَانِيًا فَلَمَّا مَاتَ الْأَشْرَف قبض عَلَيْهِ وسجن بالإسكندرية ثمَّ ضرب عُنُقه فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن ذِي الْحجَّة بِحكم بعض نواب قَاضِي الْمَالِكِيَّة بقتْله من أجل أَنه سبّ وَالِدي بعض الْأَشْرَاف وَكَانَ جَبَّار ظَالِما شريرًا. وَمَات الْأَمِير تغرى برمش وَهُوَ من أهل مَدِينَة بهسني واسْمه حُسَيْن لم يمسهُ رق قطّ وَإِنَّمَا قدم الْقَاهِرَة وَهُوَ صبي فحافظ بِالْأُجْرَةِ فِي الْخط الْمَعْرُوف بالمصنع تَحت قلعة الْجَبَل عِنْد بعض الخياطين فِي حَانُوت وَتسَمى تغرى برمش ثمَّ خدم تبعا عِنْد قراسنقر من المماليك الظَّاهِرِيَّة برقوق مُدَّة طَوِيلَة وخدم بعده بعض الْأُمَرَاء وَصَارَ مَعَه إِلَى حلب ثمَّ خدم جقمق فَلَمَّا صَار دوادار الْمَزِيد شيخ عمله دواداره إِلَى أَن خرج لنيابة الشَّام خرج مَعَه فَلَمَّا مَاتَ الْمُؤَيد وَقبض جقمق على الْأَمِير برسباي الدقماقي وسجنه يُرِيد قَتله قَامَ تغرى برمش هَذَا فِي مدافعة جقمق عَنهُ وَمنعه من قَتله حَتَّى كَانَ من سلطنة الْأَمِير ططر مَا كَانَ وَقدم من دمشق وَقد عمل الْأَمِير برسباي دوادار السُّلْطَان رعى لتغرى برمش حق مدافعة جقمق عَن قَتله وقربه فَلَمَّا تسلطن رقاه وَجعله من جملَة أُمَرَاء مصر ثمَّ ولاه أَمِير أخور كَبِيرا ومكنه من التَّصَرُّف وإعتمد عَلَيْهِ ثمَّ ولاه نِيَابَة حلب فَمَاتَ الْأَشْرَف برسباي وتغرى برمش عَلَيْهَا وَخرج مَعَ العساكر فِي التجريدة إِلَى أرزنكان فإختلف مَعَ الْأُمَرَاء وَقدم حلب فَلَمَّا خلع الْعَزِيز بن برسباي خرج عَن طَاعَة السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر جقمق فَلم ينجح وقاتله أهل حلب وأخرجوه ثمَّ قَاتلته عَسَاكِر السُّلْطَان وهزمته ثمَّ قبض عَلَيْهِ وَقتل بحلب فِي يَوْم الْأَحَد سَابِع عشر ذِي الْحجَّة بعد عقوبات شَدِيدَة وَقد أخرب فِي حروبه هَذِه حلب وَمَا حولهَا وَأكْثر من الْفساد وَقتل الْعباد وَقتل مَعَه الْأَمِير طرعلي بن سقل سيز من أُمَرَاء التركمان. وَمَات بِالْقَاهِرَةِ الْأَمِير حسام الدّين حسن فِي يَوْم الْأَحَد ثَالِث عشْرين ذِي الْحجَّة

<<  <  ج: ص:  >  >>