للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِنَفسِهِ فقبضوا عَلَيْهِ وَأخذُوا مِنْهُ السكين فَقَالَ إِن عبد التَّاجِر قَامَ وَذبح أستاذه وَأَرَادَ ذبحي فدافعته عني وقتلته فرابهم أمره لِكَثْرَة مَا رَأَوْهُ عَلَيْهِ من دِمَاء ودخلوا بِهِ إِلَى بَيت التَّاجِر فَرَأَوْا المغربي وَالْعَبْد مذبوحين والتاجر قد قطع خَدّه وَبَعض رقبته وَكَانُوا قد بعثوا فِي طلب والى الْقَاهِرَة فأدركهم سَرِيعا وَرَأى مَا هُنَالك وأعلمه التَّاجِر بِمَا جرى عَلَيْهِ من القباني فتسلمه وأوثقه بالحديد وطلع بِهِ بكرَة إِلَى السُّلْطَان فَبعث على أَنه إِنَّمَا قتل العَبْد دفعا عَن نَفسه وَأَن العَبْد هُوَ الَّذِي قتل المغربي وَفعل بالتاجر مَا فعل وَأَنِّي صرخت فِي العَبْد لما إنحط عَليّ فأخطأت يَده حلقي وَقَامَ عني فثرت بِهِ عِنْد ذَلِك فَأمر السُّلْطَان أَن ينظر الْقُضَاة فِي أمره فَحكم بَعضهم نواب الْحَنَفِيَّة بقتْله لِأَنَّهُ إعترف أَنه قتل عبد التَّاجِر ومذهبهم أَن الْحر يقتل فسمره عِنْد ذَلِك الْوَالِي وشهره على جمل ثمَّ وَسطه وَقد إجتمع لرُؤْيَته عَالم لَا يحصيهم إِلَّا الَّذِي خلقهمْ فأكدت هَذِه الْحَادِثَة قَول الأول أَو إِذا كَانَ الْغدر فِي النَّاس طباعًا فالثقة بِكُل أحد عجز وَكَانَ هَذَا القباني شَابًّا عمره نَحْو الْعشْرين سنة وَهُوَ نحيف الْجِسْم وَهُوَ وَأَبوهُ وَأمه وَزَوجته معروفون فتكشف عَن جرْأَة عَظِيمَة وتهور زَائِد نَعُوذ بِاللَّه من سوء عَاقِبَة الْقَضَاء. وَفِي هَذَا الْيَوْم: قدم رَسُول القان معِين شاه رخ ملك الْمشرق. وَفِي ثَانِيه: قدم الْأَمِير قراجا فَخلع عَلَيْهِ وإستقر أَمِيرا كَبِيرا بحلب وَسَار إِلَيْهَا فِي ثَانِي عشره وَفِيه أحضر رَسُول القان وَقت الْخدمَة السُّلْطَانِيَّة بِالْقصرِ فَقدم كِتَابه فَإِذا فِيهِ أَنه بلغه موت الْأَشْرَف وجلوس السُّلْطَان على تخت الْملك فَأَرَادَ أَن يتَحَقَّق علم ذَلِك فَأكْرم وَأنزل ورسم بِكِتَابَة جَوَابه. وَفِي هَذَا الشَّهْر وَالَّذِي قبله: إرتفعت أسعار كثير من المأكولات وَقل وجود الأجبان والألبان وَالسمن وَاللَّحم وَعَاشَتْ الدودة فِي الزروع فَأَكَلتهَا وأعيد الْبذر مرّة وَفِي بعض النواحي أكلت الدودة مَا زرع ثَانِيًا فزرع ثَالِث مرّة وغلا أَيْضا سعر التِّبْن والفول وَالشعِير ثمَّ إنحل فِي هَذَا الشَّهْر سعر الغلال. وَفِي هَذَا الشَّهْر: كَانَ بَين أَصْبَهَان بن قرا يُوسُف التركماني متملك بَغْدَاد وَبَين عليان أَمِير عرب الْعرَاق قتال إنهزم فِيهِ أَصْبَهَان أقبح هزيمَة وَلحق بِبَغْدَاد وَقد خرجت بأجمها وَلم يبْق بهَا من أَهلهَا إِلَّا من لَا يؤبه لَهُ وهم قَلِيل جدا. وتعطلت مِنْهَا الْأَسْوَاق جلة وحف مُعظم نخلها وإنقطعت مياه أنهارها وَصَارَت دون أقل الْقرى بعد أَن

<<  <  ج: ص:  >  >>