للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِيه رسم بفك قيد الْأَمِير أينال ونفله من سجنه بصفد إِلَى مَوضِع أوسع مِنْهُ وَأَن يتَوَجَّه إِلَيْهِ من جواريه من تخدمه. فِيهِ خلع على نور الدّين على بن أقبرس أحد نواب الشَّافِعِيَّة وإستقر فِي نظر الْأَوْقَاف عوضا عَن تَقِيّ الدّين بن تَاج الدّين عبد الْوَهَّاب بن نصر الله وَهَذَا الرجل نَشأ بِالْقَاهِرَةِ فِي سوق العنبرانيين وَطلب الْعلم وناب فِي الحكم عَن الْحَافِظ قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين أَبى الْفضل أَحْمد بن حجر وَصَحب السُّلْطَان مُنْذُ سِنِين وَصَارَ مِمَّن يتَرَدَّد إِلَى مَجْلِسه أَيَّام سلطته فداخل النَّاس مِنْهُ وهم كَبِير وَلم يبد مِنْهُ إِلَّا خيرا. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس عشره: نُودي بِمَنْع الْمُعَامَلَة بِالدَّرَاهِمِ الأشرفية وَأَن تكون الْمُعَامَلَة بِالدَّرَاهِمِ الظَّاهِرِيَّة الجدد وهدف من خَالف ذَلِك فإضطرب النَّاس لتوقف أَحْوَال فِي المبيعات فَنُوديَ آخر النَّهَار بِأَن الفضه الأشرفية تدفع إِلَى الصيارف بسعرها وَهُوَ كل دِرْهَم بِعشْرين درهما من الْفُلُوس وَأَن تكون الْمُعَامَلَة بالظاهرية الجدد وَهِي دَرَاهِم ضربت بإسم السُّلْطَان على أَن يكون وزن كل دِرْهَم فضَّة بأَرْبعَة وَعشْرين درهما من الْفُلُوس وَجعلت عددا لَا وزنا فَمِنْهَا مَا هُوَ نصفي دِرْهَم عَن إثنا عشر درهما وَمِنْهَا مَا هُوَ ربع دِرْهَم فَيصْرف بِسِتَّة دَرَاهِم على أَن كل دِينَار من الدَّنَانِير الأشرفية الَّتِي هِيَ الْآن النَّقْد الرائج بمائتين وَخَمْسَة وَثَمَانِينَ درهما من الْفُلُوس وَكَانَت الصيارف قد جمعت وَدفع إِلَيْهَا من الدَّرَاهِم الظَّاهِرِيَّة الْمَذْكُورَة جملَة ليفرقوها فِي النَّاس فجلسوا لذَلِك وصاروا يَأْخُذُونَ الأشرفية على محادتها بِعشْرين درهما كل دِرْهَم وزنا ويعوضون عَنْهَا من الظَّاهِرِيَّة الجدد كل دِرْهَم بأَرْبعَة وَعشْرين لَكِنَّهَا بِالْعدَدِ لَا بِالْوَزْنِ. ثمَّ يدْخلُونَ بالأشرفية إِلَى دَار الضَّرْب ويعيدونها ظاهرية هَذَا وَالنَّاس مَعَ ذَلِك يتعاملون فِي بيعهم وشرائهم وقيم أَعْمَالهم بالأشرفية على عَادَتهم وزنا فَصَارَ للنَّاس بِالْقَاهِرَةِ سِتَّة نقود ثَلَاثَة من الذَّهَب وإثنان من الْفضة وَوَاحِد من الْفُلُوس فَأَما الذَّهَب فَإِنَّهُ هرجة وَهُوَ قَلِيل جدا وأفرنتي من ضرب الفرنج وَقد قل عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ مُنْذُ أَخذ الْأَشْرَف برسباى فِي ضرب الأشرفية وسبك الأفرنتية وإعادتها أشرفية والنقد الثَّالِث من الذَّهَب الدَّنَانِير الأشرفية وَهِي النَّقْد الرائج وَقد كثرت بأيدي النَّاس لاسيما مُنْذُ أنْفق السُّلْطَان ذخائر الْأَشْرَف فِي المماليك وَغَيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>