الْهِنْد والصين وَهُوَ من عشور أَمْوَالهم. وَأَن ذَلِك من المكس الْمحرم أَخذه فنمق بعض الْفُقَهَاء سؤالا يتَضَمَّن أَن التُّجَّار الْمَذْكُورين كَانُوا يردون إِلَى عدن من بِلَاد الْيمن فيظلمون بِأخذ أَكثر أَمْوَالهم وَأَنَّهُمْ رَغِبُوا فِي الْقدوم إِلَى جدة ليحتموا بالسلطان وسألوا أَن يدفعوا عشر أَمْوَالهم فَهَل يجوز ذَلِك مِنْهُم فَإِن السُّلْطَان يحْتَاج إِلَى صرف مَال كَبِير فِي عَسْكَر يَبْعَثهُ إِلَى مَكَّة فَكتب قُضَاة الْقُضَاة الْأَرْبَع بِجَوَاز أَخذه وَصَرفه فِي الْمصَالح وتمحلوا لذَلِك مَا قووا بِهِ فتواهم. فإنطلقت الْأَلْسِنَة بالرقيعة فِي الْقُضَاة وَأَنَّهُمْ إعتادوا إتباع أهواء الْمُلُوك خوفًا على مناصبهم أَن يعزلوا مِنْهَا وَأَن هَذِه الْفَتْوَى بِهَذِهِ الْحَادِثَة من جنس مَا تقدم من الفتاوي فِي قرقماس يخشي بك وإيمان المماليك وَأي فرق بَين مَا يُؤْخَذ بقطيًا من التُّجَّار الواردين من بِلَاد الشَّام وَالْعراق وَمَا يُؤْخَذ بالإسكندرية من التُّجَّار وَمَا يُؤْخَذ بِالْقَاهِرَةِ ومصر ودمشق وَسَائِر بِلَاد الشَّام من النَّاس عِنْد بيعهم العبيد وَالْإِمَاء وَالْخَيْل وَالْبِغَال وَالْحمير وَالْجمال وَغير ذَلِك وَبَين مَا يُؤْخَذ من أَمْوَال التُّجَّار الواردين إِلَى جدة فَإِن كل أحد يعلم أَن ذَلِك كُله مكس لَا يحل تنَاوله وَلَا الْأكل مِنْهُ وَأَن الْآكِل مِنْهُ فَاسق لَا تقبل شَهَادَته لسُقُوط عَدَالَته وَلَكِن الْهوى يعمي ويصم وَمَا كفتهم وَمَا أغنتهم هَذِه الْحَالة حَتَّى بعثوا بالفتاوي فقرئت بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام على رُؤُوس الأشهاد ليقضى الله أمرا كَانَ مَفْعُولا. وَفِي يَوْم الْخَمِيس عاشره: كتب بإستقرار برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن الباعوني فِي خطابة الْجَامِع الْأمَوِي بِدِمَشْق عوضا عَن ابْن قَاضِي شُهْبَة. وَفِي سادس عشره: قدمت رسل ملك الرّوم خوند كار مُرَاد بن مُحَمَّد كرشجي بن بايزيد بن عُثْمَان. وَفِي ثامن عشره: قدم الْأَمِير أينال الششماني والأمير ألطنبغا الشريفي من دمشق. وَفِيه خلع على نَاصِر الدّين مُحَمَّد بيك بن دلغادر خلعة السّفر وسافر يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَانِي عشرينه بعد أَن بلغت النَّفَقَة عَلَيْهِ ثَلَاثِينَ ألف دِينَار. وَفِيه حضرت رسل مُرَاد بن عُثْمَان وَقت الْخدمَة بِالْقصرِ وَقدمُوا هديته وهى عشرَة مماليك وَثيَاب حَرِير وفرو سمور وَغير ذَلِك مِمَّا تبلغ قِيمَته نَحْو خَمْسَة آلَاف دِينَار وتضمن كتبه السَّلَام وتهنئة السُّلْطَان بجلوسه على تخت الْملك وَإِن تَأَخّر إرْسَاله بالتهنئة لإشتغاله بمحاربة بني الْأَصْفَر حَتَّى ظفره الله بهم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute