قَضَاء الْقُضَاة بِدِمَشْق عوضا عَن ابْن قَاضِي شُهْبَة. وَكَانَ قد قدم إِلَى الْقَاهِرَة وعني بِهِ بعض أهل الدولة حَتَّى أُعِيد إِلَى وَظِيفَة الْقَضَاء وَسَار من الْقَاهِرَة إِلَى مَحل ولَايَته بِدِمَشْق فِي عشرينه. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء عشرينه: نُودي على النّيل بِزِيَادَة ثَلَاثَة أَصَابِع وَجَاءَت الْقَاعِدَة وَهِي المَاء الْقَدِيم سِتّ أَذْرع وَأَرْبع أَصَابِع. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء حادي عشرينه: قدم الْأَمِير جرباش الكريمي قاشق من الْحَج وَمَعَهُ إبنته زَوْجَة السُّلْطَان فِي ركب من الْحجَّاج وحكيت عَنهُ أمورًا مِنْهَا أَنه رسم على قَاضِي الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة ليحضر لخوند إبنته خمسين صَاعا من تمر فَبعد لأي أَخذ مِنْهُ ثَلَاثِينَ صَاع تمر وَأَشْيَاء من هَذَا مَعَ المَال الجم والشيخوخة. ثمَّ قدم من الْغَد ركب ثَان وَقدم مَحل الْحَاج بركب ثَالِث فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشرينه تَتِمَّة أَربع ركُوب وَقد مَاتَ جمَاعَة كَثِيرَة فِي الطَّرِيق من حر بسموم محرق وَهلك مُعظم الْجمال بِحَيْثُ مشي من لم يعْتد بِالْمَشْيِ وَرمي النَّاس أمتعهم لعجزهم عَن حملهَا مَعَ عسف أرماء الركب فَكَانَت رجعتهم مشقة لما نزل بهم من أَنْوَاع الْبلَاء. وَفِي يَوْم السبت رَابِع عشرينه: خلع على زين الدّين يحيى الْأَشْقَر قريب بن أَبى الْفرج وإستقر فِي نظر الدِّيوَان الْمُفْرد رَفِيقًا للأمير طوغان قَز عوضا عَن عبد الْعَظِيم بن صَدَقَة وَقد قبض عَلَيْهِ وَنقل ابْن أبي الْفرج من تَسْلِيم الْوَزير وَسلم هُوَ وَعبد الْعَظِيم للأمير طوغان قَز الأستادار فعاقب ابْن أبي الْفرج وأفحش فِي عُقُوبَته من غير تجمل وَلَا إحتشام. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سادس عشرينه: قبض على بهاء الدّين أبي البركات الهيتمي أحد نواب قَاضِي الْقُضَاة الشَّافِعِي وسجن فِي البرج بالقلعة بِغَيْر مُوجب يَقْتَضِي ذَلِك ثمَّ أفرج عَنهُ. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة سلخه: أَمر شيخ الْإِسْلَام قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين أَبُو الْفضل أَحْمد بن عَليّ بن حجو الشَّافِعِي أَن يلْزم بَيته واستدعي برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن شهَاب الدّين أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن ميلق أحد نواب القَاضِي الشَّافِعِي حَتَّى خطب بِجَامِع القلعة وَصلى السُّلْطَان صَلَاة الْجُمُعَة. وَنقل ابْن أبي الْفرج من بَيت الْأَمِير طوغان قَز أستادار إِلَى تَسْلِيم الصاحب برهَان الدّين إِبْرَاهِيم ابْن كَاتب جكم نَاظر الْخَاص بَعْدَمَا حمل عشرَة آلَاف دِينَار وَتَأَخر عَلَيْهِ أَرْبَعَة آلَاف دِينَار مِمَّا ألزم بِهِ وَأسلم عبد الْعَظِيم إِلَى الْوَزير الصاحب كريم الدّين ابْن كَاتب المناخ ليحمل ألفي دِينَار.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute