للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي هَذِه الْأَيَّام: وَقع الإهتمام بتجهيز تجريدة فِي الْبَحْر لغزو الفرنج. وفيهَا قدم القَاضِي زين الدّين عبد الباسط بأَهْله وعتيقه الْأَمِير جَانِبك أستادار من مَكَّة إِلَى بَيت الْمُقَدّس ليقيم بِهِ حسب مَا رسم لَهُ بِهِ فَنزل بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا على مَسْجِد بَيت الْمُقَدّس فسكن جأشه لِأَنَّهُ كَانَ كثير القلق وَهُوَ بِمَكَّة. شهر صفر أَوله يَوْم السبت: فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثالثه: خلع على الْحَافِظ قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين أبي الْفضل أَحْمد ابْن على بن حجر الشَّافِعِي وإستمر على عَادَته بعد أَن عين شمس الدّين مُحَمَّد الونائي لولاية قَضَاء الْقُضَاة فَقَامَ الْمقَام الناصري مُحَمَّد ابْن السُّلْطَان فِي إستقرار الْحَافِظ شهَاب الدّين حَتَّى إستقر وَللَّه الْحَمد فو الله مَا يبلغ أحدهم فِي الْعلم مده وَلَا نصيفه وَكَانَ سَبَب هَذِه الْحَادِثَة أَن رجلا أسْند وَصيته بعد مَوته لإمرأتيه وَأقَام عَلَيْهِمَا نَاظرا سَمَّاهُ فِي وَصيته. وَمَات الْمُوصي فَأَقَامَ القَاضِي رجلا يتحدث مَعَ النَّاظر فإختلفا وترافعا إِلَى السُّلْطَان فَأنْكر السُّلْطَان إِقَامَة الرجل المتحدث مَعَ النَّاظر وسجن أَبَا البركات الهيتمي من أجل أَنه أثبت أَهْلِيَّة الْمَذْكُور وَأذن لَهُ فِي التحدث مَعَ النَّاظر فِي تَرِكَة الْمُوصي. وَأمر بِالرجلِ المتحدث مَعَ النَّاظر فَعمل فِي الْحَدِيد وسجن أَيْضا فكثرت الشناعة على ابْن حجر بِلَا مُوجب إِلَى أَن فوض السُّلْطَان أَمر تَرِكَة الْمُوصي إِلَى من يَثِق بِهِ من أمرائه فَجمع النَّاظر على التَّرِكَة وَالرجل الَّذِي أَقَامَهُ القَاضِي يتحدث مَعَه وحسابهما فَلم يجد فِي جِهَة المتحدث مَعَ النَّاظر شَيْئا من التَّرِكَة وَظهر أَن تِلْكَ الشناعات كلهَا كذب. فَلَمَّا تبين للسُّلْطَان حَقِيقَة الْأَمر سكنت حِدة غَضَبه وَأَفْرج عَن الهيتمي وَعَن الرجل المتحدث مَعَ النَّاظر وَأقر قَاضِي الْقُضَاة على عَادَته. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشره: قدمت تقدمة القَاضِي زين الدّين عبد الباسط من الْقُدس على يَد دوادره أرغون أحد مماليكه وَهِي فرسَان وَعِشْرُونَ جملا وشاشات وأزر وصيني وَثيَاب حَرِير وتخت يماني وَغير ذَلِك مِمَّا تبلغ قيمَة الْجَمِيع نَحْو الألفي دِينَار فَقبل السُّلْطَان ذَلِك، وَقُرِئَ عَلَيْهِ كِتَابه، فشكره، وخلع على أرغون.

<<  <  ج: ص:  >  >>