للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جملَة أشياع الْأَمِير قرقماس الْمَقْتُول وَتكلم فِي السُّلْطَان وَفِي الْأَنْبِيَاء وَغَيرهم تعجل بِهِ الْعقُوبَة وَمن وَرَائه عَذَاب غليظ. وَفِي يَوْم الْخَمِيس ثَمَانِي عشره: خلع على الْأَمِير إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن عمر بن عبد الْعَزِيز الهواري وإستقر فِي إمرة هوارة على عَادَته وَكَانَ قد عزل بِيُوسُف بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مَازِن وسجن وَأشيع أَنه يقتل وَخرجت العساكر إِلَى بِلَاد الصَّعِيد لقِتَال هوارة ثمَّ نفي إِلَى الكرك وسجن بهَا فَلم تُطِع هوارة ابْن مَازِن وَجَرت مفاسد بِبِلَاد الصَّعِيد آلت إِلَى فرار ابْن مَازِن وَعوده خائبًا إِلَى السُّلْطَان فَقَامَ عدَّة من الْأُمَرَاء فِي عود بني عمر حَتَّى أجابهم السُّلْطَان بعد مَا إختلت أَحْوَال الْبِلَاد خللاً فَاحِشا وَللَّه عَاقِبَة الْأُمُور. وَفِي هَذِه الْأَيَّام: رسم بتتبع من فِي الْقَاهِرَة وظواهرها من الْعَجم الَّذين يطوفون بالأسواق وَفِي الطرقات يستجدون النَّاس تَارَة ويظهرون الصّلاح تَارَة فَقبض على عدَّة مِنْهُم فَضرب قوم نفي جمَاعَة وضرر هَذِه الطَّائِفَة كثير جدا فَإِن كثيرا مِنْهُم ينتحلون مَذْهَب الْإِلْحَاد ويصرحون بتعطل الصَّانِع تَعَالَى وَيُنْكِرُونَ شرائع الْأَنْبِيَاء ويجهرون بِإِبَاحَة الْمُحرمَات فَالله يبيدهم ويعجل بعقوبة من ينصرهم. وَفِي يَوْم الْأَحَد سادس عشره: عمل المولد النَّبَوِيّ بقلعة الْجَبَل بَين يَدي السُّلْطَان على الْعَادة فِي مثل ذَلِك. وَفِي خَامِس عشرينه: جهزت كاملية حَرِير بِفَرْوٍ سمور للْقَاضِي زين الدّين عبد الباسط على يَد مَمْلُوكه أرغون وَكتب بشكره على تقدمته. وَفِيه تَأَخّر الْمقر الكمالي مُحَمَّد بن الْبَارِزِيّ عَن الرّكُوب إِلَى الْخدمَة السُّلْطَانِيَّة تبرمًا بثقل مقالبة الْخدمَة السُّلْطَانِيَّة وطلبًا للإعفاء من الْمُبَاشرَة فَأَتَاهُ عُظَمَاء الدولة يتلافوا خاطره وَهُوَ مصمم على ترك الْمُبَاشرَة فَمَا زَالُوا بِهِ حَتَّى ركب من الْغَد يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس عشرينه إِلَى الْخدمَة فَخلع عَلَيْهِ وَنزل فِي موكب جليل إِلَى دَاره وأعيان الدولة وأماثلها بَين يَدَيْهِ فباشر الْأُمُور وَنفذ أَحْوَال النَّاس على عَادَته.

<<  <  ج: ص:  >  >>