وصلت إِلَى سَاحل بيروت فَأخذت مركبا مشحونًا بالبضائع وَأَنَّهُمْ باعوا مِمَّن أَسرُّوا مِنْهُ من الْمُسلمين أَرْبَعِينَ رجلا وأقلعوا من غير أَن يقاتلهم أحد فَأمر بِعرْض أجناد لِيخْرجُوا إِلَى السواحل فَبَدَأَ الْأَمِير تغري بردي الدوادار. فِي يَوْم السبت سلخه: بعرضهم على أيخرج مِنْهُم مائَة جندي إِلَى رشيد والطينة. شهر ذِي الْحجَّة أَوله يَوْم الْأَحَد: فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء رابعه: عرض الْأَمِير تغري بردي الدوادار أجناد الْحلقَة المجردين وَلم يعين إِلَّا من كَانَ سجل إقطاعه بِثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم فَمَا فَوْقهَا ثمَّ عفوا من التجريدة لما جرت بِهِ عَادَتهم من تداول كلمة أَلْقَاهَا الشَّيْطَان بَينهم أَن من تعرض لأجناد الْحلقَة زَالَت دولته. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس عشرينه: قدم مبشرو الْحَاج وأخبرت كتبهمْ بِكَثْرَة المراعى ورخاء الأسعار وَأمن الْحجَّاج وسلامتهم وَأَن الشريف بَرَكَات أَمِير مَكَّة قَابل الْأُمَرَاء وَلبس التشريف السلطاني على العادي إِلَّا أَنه كَانَت وقْعَة قريب خليص بَين أَمِير ركب الكركيين وَبَين حجاج يَنْبع قتل فِيهَا من الينابعة زِيَادَة على عشْرين رجلا ونهبت أَمْوَالهم وَبَلغت نفقات السُّلْطَان فِي نفقات المماليك وصلات الْأُمَرَاء والتراكمين وَغَيرهم وَفِي أَثمَان مماليك إشتراهم ونفقات تجاريد جردها وَغير ذَلِك فِي مُدَّة أَولهَا موت الْأَشْرَف برسباى وأخرها سلخ هَذِه السّنة وَذَلِكَ مُدَّة ثَلَاث سِنِين مبلغ ثَلَاثَة آلَاف ألف دِينَار ذَهَبا وَهِي مَا خَلفه الْأَشْرَف برسباى من الذَّهَب وَالدَّرَاهِم والبهار وَالْجمال وَالْخَيْل وَثيَاب الْحَرِير والبعلبكي وأنواع الفرو وَمن الغلال والقنود والأعسال وَالسِّلَاح وَغير ذَلِك مَعَ مَا دخل إِلَى الخزانة فِي أَيَّام سلطنته وَهُوَ نَحْو خَمْسمِائَة ألف دِينَار نفذ ذَلِك كُله وعَلى الله الْعِوَض. وَفِي هَذَا الشَّهْر: زَاد النّيل بعد نَقصه حَتَّى تجَاوز إثني عشر ذراعان وَذَلِكَ فِي بشنس. وَفِيه وَردت تقدمة أَرْبَعَة من القَاضِي زين الدّين عبد الباسط بعد مَا وصلت لَهُ كاملية بِفَرْوٍ سمور وحجرة بقماش كَامِل فَكَانَت تقدمته هَذِه خيلاً وفرواً وَثيَاب وحرير. وَفِي هَذِه السّنة: تَجَدَّدَتْ عمَارَة مَوَاضِع عديدة مِنْهَا مشْهد السيدة رقية قَرِيبا من
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute