دمشق فِي محفة وَسَار إِلَى الْغَوْر وَقدم الْأَمِير حسام الدّين بن أبي عَليّ إِلَى الْقَاهِرَة لينوب عَنهُ بهَا واستدعي بالأمير جمال الدّين بن يغمور من الْقَاهِرَة لينوب بِدِمَشْق وعزل الصاحب جمال الدّين بن مطروح عَن دمشق وعزل الطواشي شهَاب الدّين رشيد عَن قلعة دمشق وفوض مَا كَانَ بيدهما للأمير جمال الدّين بن يغمور. وفيهَا احْتَرَقَ المشهد الْحُسَيْنِي بِالْقَاهِرَةِ واحترقت المنارة الشرقية بِجَامِع دمشق. وفيهَا مَاتَ قَاضِي الْقُضَاة أفضل الدّين الخونجي فِي شهر رَمَضَان فولي من بعده ابْنه قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين يحيى. وفيهَا مَاتَ الْملك المظفر شهَاب الدّين غَازِي بن الْعَادِل أبي بكر بن أَيُّوب صَاحب الرها وَقَامَ من بعده ابْنه الْكَامِل مُحَمَّد فِي سلطة الرها وميافارقين. وفيهَا عزل الْملك الْمَنْصُور نور الدّين عمر بن عَليّ بن رَسُول صَاحب الْيمن الْأَمِير فَخر الدّين بن الشلاح عَن مَكَّة وأعمالها وَولي عوضه مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمسيب على مَال يقوم بِهِ وقود عدده مائَة فرس كل سنة فَقدم ابْن الْمسيب مَكَّة وَخرج الْأَمِير فَخر الدّين فَسَار بِنَفسِهِ ابْن الْمسيب وَأعَاد الجبايات والمكوس بِمَكَّة وَأخذ الصَّدَقَة الْوَارِدَة من الْيمن عَن مَال السُّلْطَان وَبنى حصناً بنخلة يُسمى العطشان وَحلف هذيلا لنَفسِهِ وَمنع الْجند النَّفَقَة فَوَثَبَ عَلَيْهِ الشريف أَبُو سعد بن عَليّ بن قَتَادَة وَقَيده وَأخذ مَاله وَقَالَ لأهل الْحرم: إِنَّمَا فعلت بِهِ هَذَا لِأَنِّي تحققت أَنه يُرِيد الْفِرَار بِالْمَالِ إِلَى الْعرَاق وَأَنا غُلَام مَوْلَانَا السُّلْطَان وَالْمَال عِنْدِي مَحْفُوظ