للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي آخر شهر رَجَب: أُعِيد الْبَدْر السنجاري إِلَى قَضَاء الْقَاهِرَة وَابْن القطب إِلَى قَضَاء مصر. ثمَّ جمع قَضَاء مصر والقاهرة للسنجاري وَصرف ابْن القطب عَن مصر. وَعَاد الْفَارِس أقطاي من غَزَّة إِلَى الْقَاهِرَة فِي رَابِع شعْبَان. وَفِي خامسه قبض على الْأَمِير زين الدّين أَمِير جاندار الصَّالِحِي وعَلى القَاضِي صدر الدّين قَاضِي آمد - وَكَانَ من كبراء الدولة الصالحية واعتقلا. ولاثنتي عشرَة بقيت من شعْبَان: وَقع الْهدم فِي مَدِينَة دمياط بِاتِّفَاق أهل الدولة على ذَلِك وَخرج الحجارون والصناع والفعلة من الْقَاهِرَة فأزيلت أسوارها ومحيت آثارها وَلم يبْق مِنْهَا سوى الْجَامِع. وَسكن طَائِفَة من ضعفاء النَّاس فِي أخصاص على شاطئ النّيل من قبليها وسموها المنشية وَهُوَ مَوضِع دمياط الْآن. وَلست بَقينَ قبض على الْأَمِير جمال الدّين النجيبي واعتقل وَبعده بِيَوْم قبض على أقش العجمي. وَأخذ الْملك النَّاصِر صَاحب الشَّام فِي الْحَرَكَة لأخذ مصر بتحريض الْأَمِير شمس الدّين لُؤْلُؤ الأميني لَهُ على ذَلِك. وَخرج النَّاصِر من دمشق بعساكره يَوْم الْأَحَد النّصْف من شهر رَمَضَان وَمَعَهُ الْملك الصَّالح عماد الدّين إِسْمَاعِيل بن الْعَادِل أبي بكر بن أَيُّوب وَالْملك الْأَشْرَف مُوسَى بن الْمَنْصُور إِبْرَاهِيم بن شيركوه وَالْملك الْمُعظم تورانشاه بن السُّلْطَان صَلَاح الدّين الْكَبِير وَأَخُوهُ نصْرَة الدّين الظَّاهِر شادي بن النَّاصِر دَاوُد وَأَخُوهُ الْملك الأمجد حسن وَالْملك الأمجد تَقِيّ الدّين عَبَّاس بن الْعَادِل وَعَمه مُلُوك. فَلَمَّا ورد الْخَبَر بذلك اضْطَرَبَتْ الدولة ورسم بِجمع العربان من الصَّعِيد وَقبض على جمَاعَة من الْأُمَرَاء اتهموا بالميل مَعَ الْملك النَّاصِر فِي ثَانِي شَوَّال عِنْدَمَا ورد الْخَبَر بوصوله إِلَى غَزَّة. وَفِي غده كثر الإرجاف وَوَقع التهيؤ للحرب وأحضرت الْخُيُول من الرّبيع.

<<  <  ج: ص:  >  >>