للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامنه: برز الْأَمِير حسام الدّين أَبُو عَليّ من الْقَاهِرَة وَكَانَ الْوَقْت شتاء. وَفِي تاسعه برز الْأَمِير فَارس الدّين أقطاي الجمدار - مقدم البحرية - فِي جُمْهُور الْعَسْكَر من التّرْك. وَفِي يَوْم السبت ثَالِث عشره: استناب الْملك الْمعز أيبك بديار مصر الْأَمِير عَلَاء الدّين البندقدار فواظب الْجُلُوس بالمدارس الصالحية مَعَ نواب دَار الْعدْل لترتيب الْأُمُور وكشف الْمَظَالِم وَنُودِيَ يَوْم السبت الْعشْرين مِنْهُ بِإِبْطَال الْخُمُور والجهة المفردة. وَفِيه كثر الإرجاف بوصول النَّاصِر الداروم. وَفِي تَاسِع عشريه: خلع الْملك الْمعز على الْملك الْمَنْصُور مَحْمُود وعَلى أَخِيه الْملك السعيد عبد الْملك وَلَدي الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل عماد الدّين - وَكَانَا فِي حبس الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب - وأركبهما فِي الْقَاهِرَة ليوهم النَّاس أَن الْملك الصَّالح أباهما مباطن لَهُ على الْملك النَّاصِر حَتَّى يَقع بَينهمَا. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء أول ذِي الْقعدَة: نُودي بِالْقَاهِرَةِ أَن الصُّلْح انتظم بَين الْملك الْمعز والبحرية وَبَين الْملك المغيث عمر بن الْعَادِل صَاحب الكرك وَلم يكن لما نُودي بِهِ حَقِيقَة وَإِنَّمَا قصد بذلك أَن يقف الْملك النَّاصِر عَن الْحَرَكَة. وَفِي يَوْم الْخَمِيس ثالثه: نزل الْملك الْمعز من قلعة الْجَبَل فِيمَن بَقِي عِنْده من العساكر وَسَار إِلَى الصالحية وَبهَا العساكر الَّتِي خرجت قبله وَترك بقلعة الْجَبَل الْملك الْأَشْرَف مُوسَى فاستقرت عَسَاكِر مصر بالصالحية إِلَى يَوْم الِاثْنَيْنِ سابعه فوصل الْملك النَّاصِر بعساكره إِلَى كرَاع - وَهِي قريبَة من العباسية فتقارب مَا بَين العسكرين وَكَانَ فِي ظن كل أحد أَن النُّصْرَة إِنَّمَا تكون للْملك النَّاصِر على البحرية لِكَثْرَة عساكره ولميل أَكثر عَسْكَر مصر إِلَيْهِ. فاتفق أَنه كَانَ مَعَ النَّاصِر جمع غير من ممالك أَبِيه الْملك الْعَزِيز وهم أتراك يميلون إِلَى البحرية لعِلَّة الجنسية ولكراهتهم فِي الْأَمِير شمس الدّين لُؤْلُؤ مدير المملكة. فعندما نزل النَّاصِر بِمَنْزِلَة الكراع قَرِيبا من الخشبي بالرمل رَحل الْمعز أيبك بعساكر مصر من الصالحية وَنزل اتجاهه بسموط إِلَى يَوْم الْخَمِيس عاشره. فَركب

<<  <  ج: ص:  >  >>