وفيهَا أنفذ الْملك النَّاصِر صَاحب دمشق ابْنه الْملك الْعَزِيز إِلَى هولاكو وَمَعَهُ تقادم وعدة من الْأُمَرَاء فَلَمَّا وصل الْملك الْعَزِيز إِلَى هولاكو قدم إِلَيْهِ مَا مَعَه وَسَأَلَهُ على لِسَان أَبِيه فِي نجدة ليَأْخُذ مصر من المماليك فَأمر هولاكو أَن يتَوَجَّه إِلَيْهِ بعسكر فِيهِ قدر الْعشْرين ألف فَارس. فطار هَذَا الْخَبَر إِلَى دمشق فَرَحل من كَانَ بهَا من المماليك البحرية وصاروا إِلَى الْملك المغيث عمر بالكرك وحرضوه على أَخذ مصر فَجمع الْملك المغيث وَسَار. فتجهز الْأَمِير قطز وَخرج من القلعة بالعساكر فِي. . فَلَمَّا وصل الصالحية تسلل إِلَى الْملك المغيث من كَانَ كَاتبه من الْأُمَرَاء وصاروا إِلَيْهِ فَلَقِيَهُمْ قطز وَقَاتلهمْ. فَانْهَزَمَ الْملك المغيث فِي شرذمة إِلَى الكرك وَمضى البحرية نَحْو الطّور وَاتَّفَقُوا مَعَ الشهرزورية من الشرق. وَاسْتولى المصريون على من بَقِي من عَسَاكِر المغيث وأثقاله وأسروا جمَاعَة وعادوا إِلَى قلعة الْجَبَل. وَقد تغير قطز على عدَّة من الْأُمَرَاء لميلهم إِلَى الْملك المغيث: فَقبض على الْأَمِير عز الدّين أيبك الرُّومِي الصَّالِحِي والأمير سيف الدّين بلبان الكافوري الصَّالِحِي الأشرفي والأمير بدر الدّين بكتوت الأشرفي والأمير بدر الدّين بلغان الأشرفي وَجَمَاعَة غَيرهم وَضرب أَعْنَاقهم فِي سادس عشري ربيع الأول وَأخذ أَمْوَالهم كلهَا. وفيهَا فر طَائِفَة حمن الأكراد من وَجه عَسْكَر هولاكو يُقَال لَهُم الشهرزورية وَقدمُوا دمشق وعدتهم نَحْو ثَلَاثَة آلَاف وَمَعَهُمْ أَوْلَادهم وَنِسَاؤُهُمْ. فسر بهم الْملك النَّاصِر واستخدمهم ليتقوى بهم فَزَاد عنتهمْ وَكثر طَلَبهمْ حَتَّى خافهم وَأخذ يداريهم وَمَا يزيدهم ذَلِك إِلَّا تمرداً عَلَيْهِ إِلَى أَن تَرَكُوهُ وَسَارُوا إِلَى الْملك المغيث بالكرك فسر بهم وتاقت نَفسه إِلَى أَخذ دمشق فخاف النَّاصِر وتخيل من الْأُمَرَاء القيمرية اللَّذين فِي دمشق فاضطرب وتحير. وفمها مَاتَ أَمِير بني مرين أَبُو محيى بن عبد الْحق بن محيو بن أبي بكر بن حمامة