للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِلَى بَغْدَاد، فَلَقِيَهُ دَاوُد وَدخل مَعَه إِلَيْهَا، فِي صفر سنة سبع وَعشْرين، وأعيدت لَهُ الْخطْبَة بهَا ولداود مَعَه، وخلع عَلَيْهِمَا الْخَلِيفَة. ثمَّ سَار لمحاربة طغرل، فحارباه وهزماه فِي شعْبَان، فامتدت الْحَرْب بَينهم إِلَى شَوَّال. ثمَّ عَاد طغرل بن مُحَمَّد، وَأجلى أَخَاهُ مسعودا عَن بِلَاده فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَعشْرين، فَقدم بمسعود بَغْدَاد فِي نصف شَوَّال، فَأكْرمه الْخَلِيفَة المسترشد وأنزله وأنعم عَلَيْهِ. ثمَّ قدم الْخَبَر بوفاة طغرل بن مُحَمَّد، فِي الْمحرم سنة تسع وَعشْرين، فَسَار مَسْعُود إِلَى همذان وَاسْتولى عَلَيْهَا، وَكَانَ قبل ذَلِك قد نافر الْخَلِيفَة، فَقطع المسترشد خطبَته من بَغْدَاد وَسَار لقتاله، فبرز إِلَيْهِ مَسْعُود وقاتله فِي عَاشر رَمَضَان وَأَخذه أَسِيرًا، وَبعث إِلَى بَغْدَاد فَقبض على أَمْلَاك الْخَلِيفَة، وَكسر ميبره وشباكه. ثمَّ قتل الْخَلِيفَة بيد الباطنية، وأقيم بعده الراشد خَليفَة، فَسَار الْملك دَاوُد بن السُّلْطَان مَحْمُود فِي عَسْكَر أذربيجان إِلَى بَغْدَاد، ققدمها رَابِع صفر سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة، وَأقَام برنقش على شحنكيتها. وَقطعت خطْبَة السُّلْطَان مَسْعُود وخطب لداود، فَسَار مَسْعُود إِلَى بَغْدَاد وحصرها نيفا وَخمسين يَوْمًا، فَكَانَت أُمُور آلت إِلَى عود الْملك دَاوُد إِلَى بِلَاده فِي ذِي الْقعدَة، وَإِلَى تفرق الْأُمَرَاء الَّذين كَانُوا مَعَه، وَسَار الْخَلِيفَة الراشد من بَغْدَاد إِلَى الْموصل فِي نفر يسير مَعَ عماد الدّين زنكي فَلَمَّا سمع السُّلْطَان مَسْعُود بمفارقة الْخَلِيفَة وزنكي بَغْدَاد سَار إِلَيْهَا ودخلها فِي نصف ذِي الْقعدَة، وخلع الراشد وَأقَام المقتفي لأمر الله أباع عبد الله مُحَمَّد بن المستظهر فِي الْخلَافَة، وزوجه أُخْته فَاطِمَة على مائَة ألف دِينَار صَدَاقا. فَسَار الراشد بِاللَّه من الْموصل إِلَى مراغة فَأَتَاهُ الْملك دَاوُد فِي جمَاعَة ليَرُدهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>