إِلَى الْخلَافَة، فَسَار السُّلْطَان مَسْعُود من بَغْدَاد فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ، وحاربهم وَهَزَمَهُمْ، فَحمل عَلَيْهِ بعض من انحاز مِنْهُم إِلَى تل فَلم يثبت لَهُم وَانْهَزَمَ، وَمَا زَالَ حَتَّى صَار إِلَى أذبيجان، وَقصد دَاوُد همذان زمعه الراشد، وَسَار سلجوق شاه بن مُحَمَّد إِلَى بَغْدَاد ليملكها فَمنع مِنْهَا، وَسَار مَسْعُود ليمنع دَاوُد من أَخذ الراشد ومسيره بِهِ إِلَى الْعرَاق، فَترك دَاوُد الراشد، وَعَاد إِلَى فَارس، فَقتل الراشد بيد الباطنية أَيْضا. وَضَاقَتْ الْأُمُور على السُّلْطَان مَسْعُود، وَكَثُرت الْخَوَارِج عَلَيْهِ وَسَار عماد الدّين زنكي إِلَى دمشق، وحصرها مرَّتَيْنِ وَملك بعلبك، وَحَارب السُّلْطَان سنجر بن ملكشاه خوارزم شاه أتسز بن قطب الدّين مُحَمَّد أنوشتكين، فَقتل ابْن خوارزم شاه، فَبعث خوارزم شاه إِلَى الْخَطَأ وهم بِمَا وَرَاء النَّهر فأطعمهم فِي الْبِلَاد وتزود مِنْهُم، فَسَارُوا فِي ثَلَاثمِائَة ألف فَارس، فحاربهم سنجر، فَقتلُوا مِنْهُ نَحْو مائَة ألف، وهزموه فِي صفر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ، فَأخذ خوارزم شاه مَدِينَة مرو. فَسَار السُّلْطَان مَسْعُود إِلَى الرّيّ، وَقد اسْتَقَرَّتْ دولة الْخَطَأ وَالتّرْك الْكفَّار بِمَا وَرَاء النَّهر، وَأخذ خوارزم شاه نيسابور أَيْضا. وَقطع خطْبَة السُّلْطَان سنجر أول ذِي الْقعدَة، وخطب باسمه، وعاث أَصْحَابه فِي خُرَاسَان وَعَلمُوا أعمالاً قبيحة. ثمَّ آل أَمر أتسز خوارزم شاه إِلَى مصالحة السُّلْطَان سنجر، فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ. وَأقَام بخزارزم على مَا كَانَ عَلَيْهِ، وَأقَام سنجدر بمرو.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute