للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفيهَا فرقت الزكوات فِي ثَالِث ربيع الأول على الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين، وَأَبْنَاء السَّبِيل والغارمين، وَرفع إِلَى بَيت المَال سهم العاملين والمؤلفة وَفِي سَبِيل الله وَفِي الرّقاب. وَأخذت الزَّكَاة من البضائع، وعَلى مَا اقتدر عَلَيْهِ من الْمَوَاشِي وَالنَّخْل والخضراوات، وقررت السِّكَّة باسم المستضىء بِأَمْر الله، وباسم الْملك الْعَادِل نور الدّين، فنقش اسْم كل مِنْهُمَا فِي وَجه، وَذَلِكَ فِي سَابِع شهر ربيع الآخر. وَفِيه قلعت المناطق القضة الَّتِي كَانَت بمحاريب جَوَامِع الْقَاهِرَة الَّتِي فِيهَا أَسمَاء الْخُلَفَاء الفاطمين، وَكَانَ وَزنهَا خَمْسَة آلالف دِرْهَم فضَّة نقرة. وَفِيه أنزل الغز بِالْقصرِ الغربي، وَأخرج من كَانَ سَاكِنا فِيهِ، وَورد الْخَبَر بِأَن الْخُمُور - بعد تعطيلها، وغلق حاناتها وَقطع ذكرهَا، بالإسكندرية - أُعِيدَت ببذل مَال لديوان نجم الدّين أَيُّوب، ففتحت موَاضعهَا وَظَهَرت مناكرها. وَفِي جُمَادَى الْآخِرَة: قرر دِينَار الأسطول بِنصْف وَربع دِينَار، بعد أَن كَانَ بِنصْف وَثمن دِينَار. وَفِي سابعة: ولد عُثْمَان الْملك الْعَزِيز. وَفِي ثَالِث عشرِيَّة: كشف حَاصِل الْقصر بالخزائن الخاصرة، فَوجدَ فِيهَا مائَة صندوق كسْوَة فاخرة، مَا بَين موشح ومرصع، وعقود ثمينة، وذخائر فخمة، وجواهر نفيسة. وَغير ذَلِك من ذخائر عَظِيمَة. وَكَانَ الَّذِي تولى كشفها بهاء الدّين قراقوش. وفيهَا كثرت عَادِية الفار فِي أكل ثمار النّخل والأقصاب وَالْأَشْجَار، وانْتهى الْحَال إِلَى أَن اعتصر من مائَة فدان مزروعة قصبا سِتُّونَ أبلوجا. وَمَعَ هَذَا بالأسعار رخيصة، وَالْغلَّة كل ثَلَاثَة أرادب من الْقَمْح بِدِينَار، وَالشعِير كل ثَمَانِيَة أرادب بِدِينَار، والفول كل أَرْبَعَة عشر أردبا بِدِينَار، وَالسكر كل قِنْطَار بِثَلَاثَة دَنَانِير. وَفِي تَاسِع: وصلت الْخلْع الَّتِي نفذت إِلَى نور الدّين من الْخَلِيفَة بِبَغْدَاد، وَهِي فرجية سَوْدَاء وطوق من ذهب، فلبسها نور الدّين، وسيرها إِلَى الْملك النَّاصِر ليلبسها، وَكَانَت نفذت لَهُ خلعة ذكر أَنه استقصرها واستصغرها دون قدره. فَبَاتَ الْوَاصِل بِالْخلْعِ بِرَأْس الطابية، فَلَمَّا كَانَ الْعَاشِر مِنْهُ خرج قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين بن درباس وَالشُّهُود والمقرئون والخطباء إِلَى خيمة الْوَاصِل بالخلعة، وَهُوَ من الْأَصْحَاب النجمية، وَزَيْنَب الْبَلَد. وَفِيه ضربت نوب الطبلخاناه بِالْبَابِ الناصري ثَلَاث مَرَّات فِي كل يَوْم، وَضربت بِدِمَشْق خمس مَرَّات كل يَوْم بِالْبَابِ النوري.

<<  <  ج: ص:  >  >>