للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي حادى عشرَة: ركب السُّلْطَان بِالْخلْعِ، وشق بَين القصرين والقاهرة، فَلَمَّا بلغ بَاب زويلة نَزعهَا وأعادها إِلَى دَاره، وبرز للعب الكرة. وفيهَا عَمت بلوى الضائقة بِأَهْل مصر، لِأَن الذَّهَب وَالْفِضَّة خرجا مِنْهَا وَمَا رجعا، وَعدم فَلم يوجدا، ولهج النَّاس بِمَا عمهم من ذَلِك، وصاروا إِذا قيل دِينَار أَحْمَر فَكَأَنَّمَا ذكرت حُرْمَة الغيور لَهُ، وَإِن حصل فِي يَده فَكَأَنَّمَا جَاءَت بِشَارَة الْجنَّة لَهُ. وَمِقْدَار مَا يحدس أَنه خرج من الْقصر مَا بَين دِينَار وَدِرْهَم ومصاغ وجوهر ونحاس وطبوس وأثاث وقماش وَسلَاح مَا لَا يَفِي بِهِ ملك الأكاسرة، وَلَا تتصوره الخواطر، وَلَا تشْتَمل على نيله الممالك، وَلَا يقد على حسابه إِلَّا من يقدر على حِسَاب الْخلق فِي الْآخِرَة وفيهَا عرض السطان العربان الجذاميين، وَكَانَت عدتهمْ سَبْعَة آلَاف فَارس، فاستقرت على ألف وثلاثمائة فَارس لَا غير، وَأخذ بِهَذَا الحكم عشر الْوَاجِب، وَكَانَ أَصله ألف ألف دِينَار، وكلف الثعالبة مثل ذَلِك فامتعضوا، ولوحوا بالتحيز إِلَى الفرنج. وَفِي ثَانِي عشرى رَجَب: أُقِيمَت الْخطْبَة فِي صَلَاة الْجُمُعَة بِمصْر والقاهرة، وَقد نصبت على المنابر الْأَعْلَام السود، وَلبس الخطباء ثيابًا سُودًا أرسل بهَا من بَغْدَاد. وجرس فِي الْبَلَد بألا يتَأَخَّر أحد عَن الْجُمُعَة وحضورها، وَالْفَرِيضَة وأدائها، وَمن عثر عَلَيْهِ عومل بِالْحَبْسِ وَالتَّقْيِيد واللوم والتنفيذ، فَحَضَرَ من لَا يُرِيد الْحُضُور. وَفِي ثَالِث عشرِيَّة: خلع على الْوَفْد الشَّامي خلع مذهبات من بقايا مَا أَخذ من الْقصر، وأقيمت ضيافاتهم وأدرت أنزلاتهم. وَفِي شعْبَان: وَقع برد فِي الدقهلية والمرتاحية كَأَنَّهُ الْأَحْجَار المدورة، فاستهلك، الغلات، وَأصَاب مِنْهَا وَاحِد رَأس نور فَمَاتَ من سَاعَته. وَبلغ وَزنهَا مَا بَين رَطْل كل بردة إِلَى رطلين.

<<  <  ج: ص:  >  >>