للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِيه سَارَتْ الرُّسُل من الْقَاهِرَة إِلَى نور الدّين يلبس الْخلْع، وبتقرير مَا أَمر بِهِ صَلَاح لدين من المَال فِي كل سنة. وَفِيه أَمر السُّلْطَان بِصَرْف أهل الذِّمَّة وَالْمَنْع من استخدامهم فِي أَمر سلطاني وَلَا شغل ديواني، فصرف جمَاعَة، وَلم ينْصَرف وَاحِد مِنْهُم من كِتَابَة الغز، وأرجف بإخراجهم من الْبَلَد وَأخذ مساكنهم. فَلَمَّا كَانَ الْخَاص عشر مِنْهُ صرفت جمَاعَة من وُجُوه أهل الذِّمَّة من الاشغال السُّلْطَانِيَّة، وَبَقِي بَعضهم، وَكتاب الغز على حَالهم، وامتنعوا من صرفهم بِأَنَّهُم قد دبروا أَمرهم، ويخشون بإخراجهم ضيَاع أُمُورهم. وَفِي حادي عشرِيَّة: خرج السُّلْطَان إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة، وَسبب خُرُوجه إِلَيْهَا كَثْرَة رِجَاله وَقلة أَمْوَاله بِحَيْثُ ضَاقَ بِهِ التَّدْبِير، فَقيل بِهِ إِن فِي بِلَاد برقة أَمْوَالًا متسعة، وَلَيْسَ بهَا إِلَّا عربان غير مَانِعَة، فَخرج لذَلِك. وَعقد بالإسكندرية منشورا، حشره أَبوهُ نجم الدّين أَيُّوب وشهاب الدّين الحارمي وتقى الدّين عمر بِسَبَب الْمسير إِلَى بِلَاد الغرب، ومبادرة زَرعهَا قبل حَصَاده. وكوتب من بِمصْر والقاهرة من الْجند بالحضور، وتجهيز. الْأَسْوَاق من السقطين والبياطرة وَغَيرهم، وكوتب العربان بِطَلَب الزكوات وَالْإِنْكَار عَلَيْهِم فِي قطع الطَّرِيق على الجلابين. واتضح أَنه عدم فِي هَذِه السّنة مائَة ألف رَأس من الْغنم. وَاسْتقر الرأى على أَن تَقِيّ الدّين عمر بن شاهنشاه بن نجم الدّين أَيُّوب يتَوَجَّه بعسكره وَمَعَهُ خَمْسمِائَة فَارس آخر، وتقرت حوالتهم فِي النَّفَقَة عَلَيْهِم على كورة الْبحيرَة. وَفِي ذِي الْقعدَة: كثرت المناسر، وهجموا على الدروب بِالسِّلَاحِ والشموع، وحاربوا النَّاس، وَأخذُوا الْمنَازل، وأحرقوا الدّور بِمصْر. وَفِي ذِي الْحجَّة: وصل رَسُول متملك الْحَبَشَة بهدية وَكتاب إِلَى الْخَلِيفَة العاضد، فقرئ كِتَابه وَأخذت هديته. وَوصل عَسْكَر ملك النّوبَة إِلَى الْقرى المتاخمة لثغر أسوان وفيهَا ابتدأت الوحشة والنفرة بَين الْملك الْعَادِل نور الدّين مَحْمُود وَبَين السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف وَذَلِكَ لِأَن نور الدّين بعث إِلَى صَلَاح الدّين يَأْمُرهُ بِجمع العساكر المصرية، والمسير بهَا إِلَى بِلَاد الفرنجة ومحاصرة الكرك، ليجتمع هُوَ وإياه على ذَلِك. فبروز صَلَاح الدّين وَكتب إِلَى نور الدّين بذلك، فخوفه أَصْحَابه من الِاجْتِمَاع

<<  <  ج: ص:  >  >>