للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفيلة وحمارة وحشية عنابية اللَّوْن وعدة تحف وطرف فجهزت لَهُ خلعة وسنجق وهدية فِيهَا قَمِيص من ملابس السُّلْطَان كَانَ قد سَأَلَ فِيهِ ليَكُون لَهُ أَمَانًا وسير إِلَيْهِ أَيْضا جوشن وَغَيره من آلَة الْحَرْب وَقيل لَهُ: قد سيرنا إِلَيْك آلَة السّلم وَآلَة الْحَرْب مِمَّا لاصق جسدنا فِي مَوَاطِن الْجِهَاد وَكتب لَهُ الْمقَام العالي المولوي السلطاني وَكتب لَهُ السُّلْطَان بِخَطِّهِ الْمَمْلُوك. وَفِيه اجتاز السُّلْطَان على السدير قرب العباسية فأعجبه فَاخْتَارَ مِنْهُ مَكَانا بني فِيهِ قَرْيَة سَمَّاهَا الظَّاهِرِيَّة وَعمر بهَا جَامعا. وَبينا هُوَ فِي الصَّيْد هُنَاكَ إِذْ بلغه حَرَكَة التتار على حلب فَعَاد إِلَى القلعة وَأمر بِخُرُوج الْخيام. فَلم يُعجبهُ خيام جمَاعَة فأدبهم وجرسهم. وَخرج الْبَرِيد إِلَى الشَّام بتجهيز العساكر فَلَمَّا خَرجُوا وَسَارُوا إِلَى بانياس أخرج البريدي كتبا مختومة باسم الْأَمِير علم الدّين الحصني والأمير بدر الدّين الأتابكي وفيهَا منازلتهم للشقيف فَلم يشْعر الفرنج إِلَّا بالعساكر على قلعة الشقيف. وَسَار السُّلْطَان من مخيمه بِبَاب النَّصْر فِي ثَالِث جُمَادَى الْآخِرَة إِلَى غَزَّة فَبَلغهُ عَن جمَاعَة من الجمالين إِنَّهُم تعرضوا إِلَى زرع فَقطع أنوفهم وبلغه عَن الْأَمِير علم الدّين سنجر الْحَمَوِيّ إِنَّه سَاق فِي زرع فأنزله عَن فرسه وَأَعْطَاهُ بِمَا عَلَيْهِ من السرج واللجام لصَاحب الزَّرْع ثمَّ رَحل السُّلْطَان إِلَى العوجاء. فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْعشْرين مِنْهُ: سَاق السُّلْطَان من العوجاء إِلَى يافا وحاصرها حَتَّى ملكهَا من يَوْمه وَأخذ قلعتها وَأخرج من كَانَ فِيهَا وهدمها كلهَا وَجمع أخشابها ورخامها وَحمله فِي الْبَحْر إِلَى الْقَاهِرَة فَعمل من الْخشب مَقْصُورَة الْجَامِع الظَّاهِرِيّ بالحسينية وَمن الرخام بحرابه. وَأمر السُّلْطَان بِبِنَاء الْجَوَامِع بِتِلْكَ الْبِلَاد وأزال مِنْهَا وَمن قَرْيَة الْمُنْكَرَات ورتب الخفراء على السواحل وألزمهم بدركها. ورسم أَن المَال المتحصل من هَذِه الْبِلَاد لَا يخلط بِغَيْرِهِ وَجعله لمأكله ومشربه. وَأعْطِي الْأَمِير عَلَاء

<<  <  ج: ص:  >  >>