الدّين الْحَاج طيبرس مِنْهَا قَرْيَة وَأعْطِي الْأَمِير علم الدّين سنجر الْحَمَوِيّ قَرْيَة وملكهما إيَّاهُمَا وَأنزل التركمان بالبلاد الساحلية لحمايتها وَقرر عَلَيْهِم خيلا وعدة فتجدد لَهُ عَسْكَر بِغَيْر كلفة وَفِيه رسم بتجديد عمَارَة الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام ورسم أَن يكون عمل الخوان الَّذِي يمد نَاصِيَة عَن مَسْجِد الْخَلِيل. وجهز السُّلْطَان عسكرا إِلَى الشقيف ثمَّ سَار إِلَيْهَا بِنَفسِهِ فَنزل عَلَيْهَا فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشر شهر رَجَب وَقدم الْفُقَهَاء للْجِهَاد وَنصب السُّلْطَان عَلَيْهَا سِتَّة وَعشْرين منجنيقا وألح عَلَيْهَا حَتَّى أَخذهَا يَوْم الْأَحَد سلخ رَجَب وَأخرج مِنْهَا نسَاء الفرنج وَأَوْلَادهمْ إِلَى صور وَقيد الرِّجَال كلهم وسلمهم للعساكر. وَهدم السُّلْطَان قلعة استجدها الفرنج هُنَاكَ واستناب على القلعة الْأُخْرَى الْأَمِير صارم الدّين قايماز الكافري ورتب بهَا الأجناد والرجالة وَقرر فِيهَا قَاضِيا وخطيبا وَولي أَمر عمارتها الْأَمِير سيف الدّين بلبان الزيني. وَفِيه وَردت كتب من وَفِي شعْبَان: وصل رَسُول صَاحب بيروت بهدية وتجار كَانُوا قد أخذوهم فِي الْبَحْر من سِنِين فَمَا زَالَ السُّلْطَان حَتَّى خلصهم وخلص أَمْوَالهم. وَفِي عاشره: رَحل السُّلْطَان من الثقيف إِلَى قرب بانياس وَبعث الأثقال إِلَى دمشق وجهز الْأَمِير عز الدّين أوغان بِجَمَاعَة لجِهَة وجهز الْأَمِير بدر الدّين الأيدمري فِي جمَاعَة إِلَى جِهَة أُخْرَى فَحفِظت العساكر الطرقات. ثمَّ سَار السُّلْطَان إِلَيّ طرابلس وخيم عَلَيْهَا فِي النّصْف مِنْهُ وناوش أَهلهَا الْقِتَال وَأخذ برجا كَانَ هُنَاكَ وَضرب أَعْنَاق من كَانَ من الفرنج وأغارت العساكر على من فِي تِلْكَ الْجبَال وغنموا شَيْئا كثيرا وَأخذُوا عدَّة مُغَاير بِالسَّيْفِ وأحضروا الْمَغَانِم والأسري إِلَى السُّلْطَان فَضرب أَعْنَاق الأسري وَقطع الْأَشْجَار وَهدم الْكَنَائِس وَقسم الْغَنَائِم فِي الْعَسْكَر. وَدخل السُّلْطَان عَن طرابلس فِي رَابِع عشريه فَتَلقاهُ صَاحب صافيتا وأنطرسوس بِالْخدمَةِ وأحضر ثَلَاثمِائَة أَسِير كَانُوا عِنْده فشكره السُّلْطَان وَلم يتَعَرَّض لبلاده وَنزل السُّلْطَان على حمص وَأمر بِإِبْطَال الْخمر والمنكرات. ثمَّ دخل إِلَى حماة وَلَا يعرف أحد أَي جِهَة يقْصد فرتب الْعَسْكَر ثَلَاث فرق: فرقة صُحْبَة الْأَمِير بدر الدّين الخازندار وَفرْقَة مَعَ الْأَمِير عز الدّين إيغان وَفرْقَة مَعَ السُّلْطَان فَتوجه الخازندار إِلَى السويدية
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute