للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنة سبع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة فِي أول الْمحرم: ركب السُّلْطَان حَتَّى شَاهد جَامعه بِظَاهِر الْقَاهِرَة وَسَار لفتح بَحر أبي المنجا وَعَاد إِلَى القلعة. وَفِيه احتفل السُّلْطَان برمي النشاب وَأُمُور الْحَرْب وَبني مسطبة. بميدان الْعِيد خَارج بَاب النَّصْر من الْقَاهِرَة وَصَارَ ينزل كل يَوْم من الظّهْر وَيَرْمِي النشاب فَلَا يعود من الميدان إِلَى عشَاء الْآخِرَة وَأخذ السُّلْطَان يحرض النَّاس على الرَّمْي والرهان فَمَا بَقِي أَمِير وَلَا مَمْلُوك إِلَّا وَهَذَا شغله تحريض النَّاس على لعب الرمْح وَرمي النشاب. وَفِيه قدمت الرُّسُل من جَمِيع الأقطار تهنئ السُّلْطَان بِمَا فَتحه الله عَلَيْهِ. وَفِي يَوْم الْخَمِيس تَاسِع صفر. جلس الْملك بركَة فِي مرتبَة الْملك وَحضر الْأَمِير فقبلوا الأَرْض وَجلسَ الْأَمِير عز الدّين الْحلِيّ والأمير فَارس الدّين الأتابك بَين يَدَيْهِ والصاحب بهاء الدّين وَكتاب الْإِنْشَاء والقضاة وَالشُّهُود وَحلف لَهُ الْأُمَرَاء وَسَائِر العساكر. وَفِي ثَالِث عشره. ركب الْملك السعيد الموكب كَمَا يركب وَالِده وَجلسَ فِي الإيوان وقرئت عَلَيْهِ وَفِي الْعشْرين مِنْهُ: قرئَ بالإيوان تَقْلِيده بتفويض السلطة إِلَيْهِ وَاسْتمرّ جُلُوسه فِي الإيوان مَكَان وَالِده لقَضَاء الأشغال وَصَارَ يُوقع وَيُطلق ويركب فِي الموكب وَأقَام السُّلْطَان الْأَمِير بدر الدّين بيليك الخازندار نَائِبا عَنهُ عوضا عَن الْأَمِير عز الدّين الْحلِيّ. وَفِي ثَانِي عشر جُمَادَى الْآخِرَة. خرج السُّلْطَان وَمَعَهُ الْأَمِير عز الدّين الْحلِيّ وأكابر الْأُمَرَاء فِي عدَّة من الْعَسْكَر يُرِيد بِلَاد الشَّام وَترك أَكثر الْعَسْكَر عِنْد الْملك السعيد فَلَمَّا وصل إِلَى غَزَّة أنْفق فِي الْعَسْكَر وَنزل أرسوس لِكَثْرَة مراعيها فَقدم عَلَيْهِ كتاب متملك سيس بِأَن رَسُول رَسُول أبغا بن هولاكو قدم ليحضر إِلَى السُّلْطَان فَبعث إِلَيْهِ الْأَمِير نَاصِر الدّين بن صيرم مشد حلب ليتسلمه من سيس ويحترز عَلَيْهِ بِحَيْثُ لَا يُمكنهُ أَن يتحدث مَعَ أحد فَسَار بِهِ إِلَى دمشق وَلم يحتفل بِهِ عِنْد وُصُوله إِلَى دمشق وَأنزل فِي قلعتها فورد الْخَبَر بذلك فَركب السُّلْطَان من أرسوف وَترك الأثقال بهَا وَأخذ مَعَه الْأُمَرَاء وَدخل إِلَى دمشق وأحضر الرَّسُول إِلَيْهِ فَكَانَ من جملَة كِتَابه: إِن الْملك أبغا لما

<<  <  ج: ص:  >  >>