للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خرج من الشرق تملك جَمِيع الْعَالم وَمَا خَالفه أحد وَمن خَالفه هلك وَقتل. فَأَنت لَو صعدت إِلَى السَّمَاء أَو هَبَطت إِلَى الأَرْض مَا تخلصت منا فالمصلحة أَن تجْعَل بَيْننَا صلحا. وَكَانَ فِي المشافهة: أَنْت مَمْلُوك وأبعت فِي سيواس فَكيف تشاقق الْمُلُوك مُلُوك الأَرْض فَأُجِيب وَفِي أول شعْبَان: مَاتَ الْأَمِير عز الدّين الْحلِيّ بِدِمَشْق. وَفِيه خرج السُّلْطَان من دمشق وودع الْأُمَرَاء كلهم وسيرهم إِلَى مصر وَلم يتَأَخَّر عِنْده من الْأُمَرَاء الْكِبَار سوي الْأَمِير الأتابك والمحمدي والأيدمري وَابْن أطلس خَان وأقوش الرُّومِي. فَسَار بهم إِلَى قلعة الصبيبة ثمَّ إِلَى الشقيف وصفد وَكتب بِحُضُور الأثقال إِلَى خربة اللُّصُوص من أرسوف فأحضرها الْأَمِير آقسنقر الفارقاني الأستادار وَقدم السُّلْطَان إِلَيْهَا فَأَقَامَ بهَا أَيَّامًا. وخطر للسُّلْطَان أَن يتَوَجَّه إِلَى ديار مصر خُفْيَة فكتم ذَلِك وَكتب إِلَى النواب. بمكاتبة الْملك السعيد والاعتماد على أجوبته ورتب إِنَّه كلما جَاءَ بريد يقْرَأ عَلَيْهِ وَتخرج علائم على بَيَاض تكْتب عَلَيْهَا الْأَجْوِبَة. فَلَمَّا كَانَ فِي رَابِع عشره: أظهر السُّلْطَان أَنه تشوش فِي بدنه واستدعى الْحُكَمَاء إِلَى الْخَيْمَة وَوَقع احتفال فِي الظَّاهِر بتوعكه وَأصْبح الْأُمَرَاء فَدَخَلُوا عَلَيْهِ وشاهدوه مجتمعا على هَيْئَة متألم وَكتب إِلَى دمشق باستدعاء الْأَشْرِبَة. وَتقدم السُّلْطَان إِلَى الْأَمِير بدر الدّين الأيدمري والأمير سيف الدّين بكتوت جرمك الناصري بالتوجه إِلَى حلب على خيل الْبَرِيد وصحبتهما بريدي فتوجهوا إِلَيْهِ السبت سادس عشره وَكَانَ السُّلْطَان قد أوصاهم إِنَّهُم إِذا ركبُوا يَأْتُوا خلف الدهليز حَتَّى يتحدث مَعَهم مشافهة وجهز السُّلْطَان الْأَمِير آقسنقر الساقي على الْبَرِيد إِلَى مصر وَأَعْطَاهُ تركاشه وَأمره أَن يقف خلف خيمة الجمدارية من وَرَاء الدهليز فَوقف حَيْثُ أَمر وَلبس السُّلْطَان جوخة مقطعَة وتعتم بشاش دخاني عَتيق وَقصد أَن يخرج بِهِ الحراس فَوجدَ قماش نوم لبَعض المماليك فاستدعى خَادِمًا من خواصه وَقَالَ: أَنا خَارج بِهَذَا القماش احمله وامش قدامي فَإِن سَأَلَك أحد فَقل هَذَا بعض مَعَه قماش بعض الصّبيان حصل لَهُ مرض وَمَا يقدر يحضر الْخدمَة اللَّيْلَة وخارج إِلَيْهِ بقماشه. فَخرج السُّلْطَان بِهَذِهِ اللَّيْلَة وَلم يفْطن بِهِ أحد وَكَانَ قد أسر إِلَى الْأَمِير شمس الدّين الفارقاني أَنه يغيب مُدَّة أَيَّام عينهَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>