للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حجي لأشراف الْمَدِينَة وَهِي نَحْو الثَّلَاثَة آلَاف جمل وَأمره أَن يوصلها لأربابها وفيهَا قدم الطواشي جمال الدّين محسن الصَّالِحِي شيخ خدام الْحُجْرَة النَّبَوِيَّة فَأكْرمه السُّلْطَان وَضرب لَهُ خيمة بشقة على بَاب الدهليز وناله زِيَادَة على مِائَتي ألف دِرْهَم نقرة وسافر صُحْبَة القَاضِي وَالْجمال مَعَ الركب الشَّامي وجهز من الْكسْوَة لمَكَّة وَالْمَدينَة. وَفِيه قدم رَسُول الفرنج من بيروت بهدية وأساري مُسلمين فأطلقوا بِبَاب الدهليز وكتبت لَهُم هدنة. وَفِيه وصل الْأَمِير شرف الدّين عيسي بن مهنا إِلَى الدهليز وَمَعَهُ جمَاعَة من أُمَرَاء الْعَرَب فأوهمه السُّلْطَان إِنَّه يُرِيد الْحَرَكَة إِلَى الْعرَاق وَأمره بالتأهب ليركب إِذا دعِي وَأمره فَانْصَرف إِلَى بِلَاده وَكَانَ السُّلْطَان فِي الْبَاطِن إِنَّمَا يُرِيد بحركته الْحجاز. وَفِيه أعطي السُّلْطَان نَاصِر الدّين مُحَمَّد ولد الْأَمِير عز الدّين أيدمر الْحلِيّ إمرة أَرْبَعِينَ فَارِسًا ورسم للأمير قلاوون والأمير أوغان والأمير بيسري والأمير بكتاش الفخري أَمِير سلَاح أَن يباشروا الحوطة على رمال الْحلِيّ لوَرثَته وَلم يتَعَرَّض السُّلْطَان لشَيْء من موجوده مَعَ كثرته. وَدخل شَوَّال: وَالسُّلْطَان على عزم الْحَرَكَة للحجاز فأنفق فِي العساكر جَمِيعهَا وجرد عدَّة مَعَ الْأَمِير أقوش الرُّومِي السِّلَاح دَار ليسيروا مَعَ السُّلْطَان وجرد الْبَقِيَّة مَعَ الْأَمِير آقسنقر الفارقاني الأستادار إِلَى دمشق فنزلوا بظاهرها وَأَقَامُوا بهَا ثمَّ توجه السُّلْطَان إِلَى الْحَج وَمَعَهُ الْأَمِير بدر الدّين الخازندار وقاضي الْقُضَاة صدر الدّين سُلَيْمَان الْحَنَفِيّ وفخر الدّين بن لُقْمَان وتاج الدّين بن الْأَثِير وَنَحْو ثَلَاثمِائَة مَمْلُوك وأجناد من الْحلقَة إِلَى الْحجاز وَذَلِكَ أَن الْأَمِير جمال الدّين ابْن الداية الْحَاجِب كتب إِلَى السُّلْطَان: إِنِّي أشتهي التَّوَجُّه بِصُحْبَة السُّلْطَان إِلَى الْحجاز فَأمر بِقطع لِسَانه فَمَا تفوه أحد بعْدهَا بذلك. وَسَار السُّلْطَان من الفوار يَوْم الْخَمِيس خَامِس عشريه إِلَى الكرك مستهل

<<  <  ج: ص:  >  >>