وَقضي السُّلْطَان مَنَاسِك الْحَج وَسَار من مَكَّة فِي ثَالِث عشره فوصل إِلَى الْمَدِينَة فِي الْعشْرين مِنْهُ فَبَاتَ بهَا وَسَار من الْغَد فجد فِي السّير وَمَعَهُ عدَّة يسيرَة حَتَّى وصل إِلَى الكرك بكرَة يَوْم الْخَمِيس سلخه وَلم يعلم أحد بوصوله إِلَّا عِنْد قبر جَعْفَر الطيارة بمؤتة فالتقوه هُنَاكَ. وَدخل السُّلْطَان مَدِينَة الكرك وَهُوَ لابس عباءة وَقد ركب رَاحِلَة فَبَاتَ بهَا ورحل من الْغَد. وَمَات فِي هَذِه السّنة من الْأَعْيَان الْأَمِير عز الدّين أيدمر الْحلِيّ الصَّالِحِي نَائِب السلطنة عَن نَيف وَسِتِّينَ سنة بِدِمَشْق فِي أول شعْبَان. وَمَات الْأَمِير أَسد الدّين سُلَيْمَان بن دَاوُد بن موسك الهذباني بعد مَا ترك الْخدمَة تعففا وَله فضل ونظم جيد. وَتُوفِّي مجد الدّين أَبُو مُحَمَّد عبد الْمجِيد بن أبي الْفرج بن مُحَمَّد الروذراوري بِدِمَشْق. وَتُوفِّي نور الدّين أَبُو الْحسن على بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الشهير بسيبويه المغربي النَّحْوِيّ عَن سبع وَسِتِّينَ وَتُوفِّي شيخ الْأَطِبَّاء بِدِمَشْق شرف الدّين أَبُو الْحسن على بن يُوسُف بن حيدرة الرَّحبِي وَله شعر جيد.