للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حنا قد سبق إِلَيْهَا وَحصل الْأَمْوَال والقماش فَخلع السُّلْطَان على الْأُمَرَاء وَحمل إِلَيْهِم التعابي وَالنَّفقَة وَلعب الكرة ظَاهر الْإسْكَنْدَريَّة وَتوجه إِلَى الحمامات وَنزل بالليونة وابتاعها من وَكيل بَيت المَال فَبَلغهُ هُنَاكَ حَرَكَة التتار وَأَنَّهُمْ واعدوا فرنج السَّاحِل فَعَاد إِلَى قلعة الْجَبَل فورد الْخَبَر بغارة التتار على الساجور بِالْقربِ من حلب فَجرد السُّلْطَان الْأَمِير عَلَاء الدّين البندقدار فِي جمَاعَة من الْعَسْكَر وَأمره أَن يُقيم فِي أَوَائِل الْبِلَاد الشامية على أهبة. وَسَار السُّلْطَان من قلعة الْجَبَل فِي لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ حادي عشري ربيع الأول وَمَعَهُ نفر يسير فوصل إِلَى غَزَّة ثمَّ دخل دمشق فِي سَابِع ربيع الآخر وَلحق النَّاس فِي الطَّرِيق مشقة عَظِيمَة من الْبرد فخيم على ظَاهر دمشق. ووردت الْأَخْبَار بانهزام التتار عِنْدَمَا بَلغهُمْ حَرَكَة السُّلْطَان وَكَأن قد ألقِي الله فِي أنفس النَّاس أَن السُّلْطَان وَحده يقوم مقَام العساكر الْكَثِيرَة فِي هزيمَة الْأَعْدَاء وَأَن اسْمه يرد الْأَعْدَاء من كل جَانب فورد الْخَبَر بِأَن جمَاعَة من الفرنج خَرجُوا من الغرب وبعثوا إِلَى أبغا بن هولاكو بِأَنَّهُم واصلون لمواعدته من جِهَة سيس فِي سفن كَثِيرَة فَبعث الله على تِلْكَ السفن ريحًا أتلفت عدَّة مِنْهَا وَلم يسمع بعْدهَا لمن بَقِي فِي الْأُخْرَى خبر. وَورد الْخَبَر أَنه قد خرج فرنج عكا وخيموا بظاهرها وركبوا وأعجبتهم أنفسهم بِمن قدم إِلَيْهِم من فرنج الغرب وتوجهت طَائِفَة مِنْهُم إِلَى عَسْكَر جينين وعسكر صفد فَخرج السُّلْطَان من دمشق على أَنه يتصيد فِي مرج برغوث وَبعث من أحضر إِلَيْهِ الْعدَد وَمن أخرج العساكر كلهَا من الشَّام فتكاملوا عِنْده بكرَة يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشريه بمرج برغوث وسَاق بهم إِلَى جسر يَعْقُوب فوصل آخر النَّهَار وشاق بهم فِي اللَّيْل فَأصْبح فِي أول المرج. وَكَانَ السُّلْطَان قد سير إِلَى عَسَاكِر عين جالوت وعساكر صفد بالإغارة فِي ثَانِي عشريه فَإِذا خرج إِلَيْهِم الفرنج انْهَزمُوا مِنْهُم فاعتمدوا ذَلِك وَدخل السُّلْطَان الكمين فعندما خرج جمَاعَة من الفرنج لقِتَال عَسْكَر صفد تقدم إِلَيْهِم الْأَمِير إيغان ثمَّ بعده الْأَمِير جمال الدّين الحاجبي ومعهما أُمَرَاء الشَّام. ثمَّ سَاق الْأَمِير أيتمش السَّعْدِيّ والأمير كندغدي أَمِير مجْلِس ومعهما مقدمو الْحلقَة فقاتل الْأُمَرَاء الشاميون أحسن قتال وَتبع السُّلْطَان مقدمي الْحلقَة فَمَا أدركهم إِلَّا والعدو قد انْكَسَرَ وَصَارَت الخيالة بخيلها مطرحة فِي المرج. وَأسر السُّلْطَان كثيرا من أكابرهم وَلم يعْدم من الْمُسلمين سوي الْأَمِير فَخر الدّين ألطونبا الفائزي فسارت البشائر إِلَى الْبِلَاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>