وَعَاد السُّلْطَان إِلَى صفد والرءوس بَين يَدَيْهِ وَتوجه مِنْهَا إِلَى دمشق فَدَخلَهَا فِي سادس عشريه والأسري ورءوس الْقَتْلَى قدامه وخلع على الْأُمَرَاء ثمَّ سَار إِلَى حماة وَخرج مِنْهَا إِلَى كفر طَابَ وَلم يعلم أحد قَصده وَفرق العساكر وَترك النَّقْل وَأخذ خِيَار عسكره وسَاق إِلَى جِهَة المرقب فأصابته مشقة زَائِدَة من كَثْرَة الأمطار فَعَاد إِلَى حماة وَأقَام بظاهرها تِسْعَة عشر يَوْمًا وَتوجه على جِهَة المرقب فَانْتهى إِلَى قريب بِلَاد الإسماعيلية وعاقته الأمطار والثلوج فَعَاد. ثمَّ ركب السُّلْطَان فِي ثَالِث جُمَادَى الْآخِرَة. بِمِائَتي فَارس من غير سلَاح وأغار على حصن الأكراد وَصعد الْجَبَل الَّذِي عَلَيْهِ حصن الأكراد وَمَعَهُ قدر أَرْبَعِينَ فَارِسًا فَخرج عَلَيْهِ عدَّة من الفرنج ملبسين فَحمل عَلَيْهِم وَقتل مِنْهُم جمَاعَة وَكسر باقيهم وتبعهم حَتَّى وصل إِلَى خنادقهم وَقَالَ يستخف بهم: خلوا الفرنج يخرجُوا فَمَا نَحن أَكثر من أَرْبَعِينَ فَارِسًا بأتبية بيض وَعَاد إِلَى مخيمه ورعي الْخُيُول مروجها ورعى الْخُيُول مروجها وزروعها. وَفِي أثْنَاء ذَلِك حضر إِلَى خدمَة السُّلْطَان كثير من أَصْحَاب الْبِلَاد الْمُجَاورَة فَلم يبْق أحد إِلَّا وَقدم على السُّلْطَان مثل: صَاحب حماة وَصَاحب صهيون إِلَّا نجم الدّين حسن بن الشعراني صَاحب قلاع الإسماعيلية فَإِنَّهُ لم يحضر بل بعث يطْلب تنقيض الْقطعَة الَّتِي حملوها لبيت المَال بَدَلا مِمَّا كَانُوا يحملونه إِلَى الفرنج. وَكَانَ صارم الدّين مبارك بن الرضي صَاحب العليقه قد تغير السُّلْطَان عَلَيْهِ من مُدَّة فَدخل صَاحب صهيون بَينه وَبَين السُّلْطَان فِي الصُّلْح وأحضره إِلَى الْخدمَة فقلده السُّلْطَان بِلَاد الدعْوَة اسْتِقْلَالا وَأَعْطَاهُ طبلخاناه وعزل نجم الدّين حسن بن الشعراني وَولده من نِيَابَة الدعْوَة وَتوجه صارم الدّين إِلَى مصياف كرْسِي بِلَاد الإسماعيلية فِي سَابِع عشرى جُمَادَى الْآخِرَة وصحبته جمَاعَة لتقرير أمره. وَيُقَال: بل الَّذِي قَامَ فِي حَقه الْملك الْمَنْصُور صَاحب حماة وَإنَّهُ شفع فِيهِ إِلَى أَن عُفيَ عَنهُ السُّلْطَان وَحضر بهدية فَأكْرمه السُّلْطَان وَكتب لَهُ منشورا بالحصون كلهَا: وَهِي قلعة الْكَهْف وقلعة الخوابي والدينقه والعليقة والقدموس والرصافة ليَكُون نَائِبا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute