للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عشر مِنْهُ وَنزل خَارج حماة بالجوسق وَنزل صَاحب حماة فِي خيمة. ورتب السُّلْطَان أستادارا وأمير جاندار وحاشية السلطة فَإِنَّهُ كَانَ قد خرج من مصر جَرِيدَة وَقَامَ لَهُ صَاحب حماة بالأسمطة وَقدم عَلَيْهِ وَهُوَ بحماة جمَاعَة من أكَابِر الْعَرَب فأكرمهم وكتم عَنْهُم أمره وَمَا أظهر لَهُم شَيْئا وَكتب إِلَى عِيسَى بن مهنا يطْلب مِنْهُ خيولا عينهَا لَهُ ليطمنه وَكتب إِلَيْهِ: إِنَّك بعثت وَأَنا. بِمصْر تطلب الْحُضُور فَكتبت إِلَيْك لَا تحضر حَتَّى أطلبك وَقد حضرت إِلَى حماة فَإِن أردْت الْحُضُور فَاحْضُرْ. فَحَضَرَ عيسي وَسَأَلَهُ السُّلْطَان عَمَّا نقل عَنهُ فَقَالَ. نعم والصدق أنجي من الْكَذِب فَأحْسن السُّلْطَان إِلَيْهِ وَإِلَى أكَابِر الْعَرَب. وَفِي سادس عشريه: قدم شمس الدّين بن نجم الدّين صَاحب الدعْوَة الإسماعيلية فَقبض عَلَيْهِ وعَلى أَصْحَابه وسيروا إِلَى مصر واستمرت مضايقة حصونهم حَتَّى تسلم نواب السُّلْطَان حصن وَفِي أول شهر ربيع الأول: ركب السُّلْطَان من ظَاهر حماة بعد عشَاء الْآخِرَة من غير أَن يعلم أحد قَصده وَسَار على طَرِيق حلب ثمَّ عرج من شيزر وَأصْبح على حمص وَتوجه إِلَى حصن الأكراد وحصن عكار وكشف أمورهما وَسَار إِلَى دمشق وَكتب إِلَى مصر كتابا يَقُول فِيهِ لأكابر الْأُمَرَاء: ولدكم - ولبقيتهم أخوكم - ووالدكم يسلم عَلَيْكُم ويتشوق إِلَيْكُم وإيثاره أَلا يفارقكم. وَإِنَّمَا قدمنَا راحتكم على راحتنا. فطالما تعبوا وَاسْتَرَحْنَا ونعلمهم بالمتجددات ليكونوا لَا كالمشاهدين وكمشاركينا فِي أَكثر الْمُجَاهدين: فَمِنْهَا حَدِيث الإسماعيلية وَحَدِيث العربان وَقد ورد الْخَبَر بحركة التتار وَلَو عدنا لجفلت أهل الْبِلَاد. وَأما الفرنج فعملوا سلالم من حَدِيد وعزموا على مهاجمة صفد ووردوا بيروت فَلَمَّا وصلنا الْبِلَاد انعكست آمالهم وَمِمَّا يدل على التَّمْكِين تَارَة بِالسَّيْفِ وَتارَة بالسكين أَن صَاحب مرقية الَّذِي أَخذنَا بِلَاده توجه إِلَى التتار مستصرخا وسيرنا وَرَاءه فداوية وَقد وصل أحدهم وَذكر إِنَّهُم قد قفزوا عَلَيْهِ وقتلوه وبلغتنا حَرَكَة التتار وَأَنا وَالله لَا أَبيت إِلَّا وخيلي مشدودة وَأَنا لابس قماشي حَتَّى المهماز. وَورد الْخَبَر بِأَن التتار أَغَارُوا على عين تَابَ وتوجهوا على العمق فِي نصف ربيع الأول فَكتب إِلَى مصر بتجريد الْأَمِير بيسري بِثَلَاثَة آلَاف فَارس. وَخرج الْبَرِيد من دمشق فِي الثَّالِثَة من يَوْم الْأَحَد ثامن عشره فَدخل الْقَاهِرَة الثَّالِثَة من لَيْلَة الْأَرْبَعَاء

<<  <  ج: ص:  >  >>