للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حادي عشريه فَخرج بيسري والعسكر بكرَة يَوْم الْأَرْبَعَاء الْمَذْكُور. وَقدم التتار إِلَى حارم وقتلوه جمَاعَة وَتَأَخر الْعَسْكَر الْحلَبِي إِلَى حماة وَوصل آقسنقر بالعسكر من جينين فجفل أهل دمشق وَبلغ ثمن الْجمل ألف دِرْهَم وأجرته إِلَى مصر مِائَتي دِرْهَم. وَدخل الْأَمِير بيسري بالعسكر الْمصْرِيّ إِلَى دمشق فِي رَابِع ربيع الآخر فَخرج السُّلْطَان بالعساكر إِلَى حلب وجرد الْأَمِير آقسنقر وَمَعَهُ عدَّة من العربان إِلَى مرعش وجرد الْحَاج طيبرس الوزيري والأمير عيسي بن مهنا إِلَى حران والرها. فوصل الْعَسْكَر إِلَى حران وَقتل من فِيهَا من التتار وَهزمَ باقيهم. فورد الْخَبَر بِأَن الفرنج قد أَغَارُوا على قاقون. بمواعدة التتار وَقتل الْأَمِير حسام الدّين الأستادار وجرح الْأَمِير ركن الدّين الجالق ورحل يجكا العلائي وَالِي قاقون فَخرج السُّلْطَان من حلب وَمنع أحدا أَن يتَقَدَّم حَتَّى لَا يعلم الفرنج خَبره وَدخل إِلَى دمشق وَبَين يَدَيْهِ عدَّة من التتار المأسورين من حران وَسَار الْأَمِير أقوش الشمسي بعسكر عين جالوت فولي الفرنج منهزمين من قاقون وتبعهم الْعَسْكَر فاسترجعوا مِنْهُم عدَّة من التركمان وَقتلُوا كثيرا حَتَّى أَنه عد مَا تلف من خيل الفرنج وبغالهم فَكَانَ خَمْسمِائَة رَأس. وَخرج السُّلْطَان من دمشق فِي ثَالِث جُمَادَى الأولى وَمَعَهُ عَسَاكِر مصر وَالشَّام للغلوة على عكا فتكاثرت الأمطار عَلَيْهِ فِي مرج برغوث وَزَاد الْأَمر عَن الْوَصْف فكاد النَّاس يهْلكُونَ لعدم مَا وقدمت هَدِيَّة صَاحب تونس وَفِي مُكَاتبَته تَقْصِير فِي المخاطبة ففرقت هديته على الْأُمَرَاء وَكتب إِلَيْهِ بالإنكار عَلَيْهِ فِي التظاهر بالمنكرات واستخدام الفرنج وَكَونه لم يخرج لما نازلوه وَكَانَ مستخفيا وَقيل لَهُ: مثلك لَا يصلح أَن يَلِي أُمُور الْمُسلمين وَخَوف وأنذر وقدمت رسل رجار وَهُوَ يشفع فِي صَاحب عكا وَالسُّلْطَان فِي الصِّنَاعَة جَالس بَين الأخشاب والصناع والأمراء تحمل بِأَنْفسِهِم آلَات الشواني وَهِي تمد فراعهم مَا شاهدوا. وَفِي رَجَب: خرج السُّلْطَان متصيدا بِجِهَة الصالحية فورد الْخَبَر بحركة التتار فَعَاد إِلَى القلعة وَخرج فِي ثَالِث شعْبَان إِلَى الشَّام وأتته رسل الفرنج بعكا - وَهُوَ بِالسَّوَادِ -

<<  <  ج: ص:  >  >>