للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنة إِحْدَى وَسبعين وسِتمِائَة فِي خَامِس الْمحرم: دخل السُّلْطَان إِلَى دمشق وَقد تَوَاتَرَتْ الْأَخْبَار بحركة التتار فَركب خيل الْبَرِيد من دمشق فِي لَيْلَة سادسه بعد عشَاء الْآخِرَة وَمَعَهُ الْأَمِير بيسري والأمير أقوش الرُّومِي وجرمك السِّلَاح دَار وجرمك الناصري وسنقر الألفي السِّلَاح دَار وَعلم الدّين شقير مقدم الْبَرِيد. وسَاق فَدخل قلعة الْجَبَل فِي يَوْم السبت ثَالِث عشره على حِين غَفلَة وَلم يشْعر النَّاس إِلَّا وَقد دخل بَاب القلعة رَاكِبًا ثمَّ ركب إِلَى الميدان وَلعب بالكرة وَأمر بتجهيز العساكر إِلَى الشَّام. وَكتب السُّلْطَان إِلَى الْأُمَرَاء المقيمين بِدِمَشْق وَذكر فِي الْكتب أَنه سطرها من البيرة بِحكم أَنه توجه لتدبير أمورها وسير علائم بِخَطِّهِ ليكتب عَلَيْهَا من دمشق أجوبة الْبَرِيد للأطراف وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين الدوادار قد أَقَامَ بقلعة دمشق ليجهز الْكتب والبريدية. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ خَامِس عشره: ركب السُّلْطَان إِلَى مصر وَركب فِي الْبَحْر ولعبت الشواني قدامه. وَفِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سَابِع عشره: جهز الْعَسْكَر الْمُجَرّد إِلَى الشَّام. وَفِي لَيْلَة تَاسِع عشرَة: توجه السُّلْطَان إِلَى الشَّام بِمن حضر مَعَه على الْبَرِيد فَدخل قلعة دمشق لَيْلًا. وَفِي صفر: قدمت رسل الْملك أبغا ورسل الرّوم فَلم يحتفل بهم وَأمرُوا أَن يضْربُوا جوكا قُدَّام نَائِب حلب وَقُدَّام صَاحب حماة. وَكَانَ مجيؤهم بِأَن يحضر سنقر الْأَشْقَر حَتَّى يمشي فِي الصُّلْح ثمَّ غيروا كَلَامهم وَقَالُوا: يمشي السُّلْطَان أَو من يكون بعده فِي الْمنزلَة إِلَى أبغا لأجل الصُّلْح فَقَالَ السُّلْطَان للرسل: بل أبغا إِذا قصد الصُّلْح يمشي هُوَ فِيهِ أَو أحد من إخْوَته وَأمر السُّلْطَان بِلبْس العساكر فلبسوا عدد الْحَرْب ولعبوا فِي الميدان خَارج دمشق وَالرسل تشاهد ذَلِك ثمَّ سفروا فِي رَابِع ربيع الأول. وَفِيه تسلم السُّلْطَان سهيرن من سَابق للدّين وفخر الدّين وَلَدي سيف الدّين أَحْمد بن مظفر الدّين عُثْمَان بن منكبرس بعد مَوته وَكَانَ هَذَا بوصيته لَهما بذلك فَأَمرهمَا السُّلْطَان وَأحسن إِلَيْهِمَا وَقدم أهلهما إِلَى دمشق. وَفِي خَامِس جُمَادَى الأولى: ورد الْخَبَر بنزول التتار على البيرة ونصبهم المجانيق عَلَيْهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>