وَلَا تقدمة وَلم يبْق من لَا شَمله إحسانه من سَائِر الطوائف إِلَّا المغاني وأرباب الملاهي فَإِنَّهُ لم تنْفق لَهُم فِي طول أَيَّامه سلع وَلَا نالهم مِنْهُ رزق أَلْبَتَّة. وَفِي ثَانِي عشر شهر رَمَضَان: سَار الْملك السعيد من قلعة الْجَبَل فِي عدَّة من الْأُمَرَاء جَرِيدَة إِلَى الشَّام من غير أَن يعلم بِهِ أحد فَدخل دمشق فِي سادس عشريه على حِين غَفلَة من النَّائِب بِحَيْثُ لم يشْعر بِهِ الْعَسْكَر إِلَّا وَهُوَ بَينهم فِي سوق الْخَيل فقبلوا لَهُ الأَرْض وَدخل الْملك السعيد إِلَى القلعة وَأَرَادَ لعب القبق خَارج دمشق فمنعته كَثْرَة الأمطار. وَفِي لَيْلَة عيد الْفطر: خلع الْملك السعيد على أُمَرَاء الشَّام والمعكمين والمفاردة والأكابر وَخرج يتصيد بالمرج وَسَار إِلَى الشقيف وصفد وَتوجه إِلَى الْقَاهِرَة فوصل قلعة الْجَبَل فِي حادي عشري شَوَّال. وَفِي هَذِه السّنة: كَانَ بِمصْر وأريافها وباء هلك فِيهِ خلق كثير أَكْثَرهم النِّسَاء والأطفال. وَحصل فِي بِلَاد الرملة وبلاد الْقُدس مرض وحميات فَقدم رجل نَصْرَانِيّ إِلَى الْأَمِير غرس الدّين بن شاور وَالِي الرملة وَقَالَ لَهُ: هَذِه الْآبَار قد حَاضَت كَمَا جرى فِي السّنة الَّتِي جَاءَ فِيهَا التتار فِيهَا إِلَى الشَّام. وَإِن الفرنج بعثوا إِلَى قَرْيَة عابود فِي الْجَبَل وَأخذُوا من مَالهَا وصبوه فِي الْآبَار فَزَالَ الوخم وَأَشَارَ بِعَمَل ذَلِك فَبعث وَالِي الرملة إِلَى الْقرْيَة الْمَذْكُورَة وَأخذ من مَائِهَا وصبه فِي الْآبَار الَّتِي بيافا وَكَانَ المَاء قد كثر فِيهَا فنقصت إِلَى حَدهَا الْمُتَعَارف وَكتب إِلَى السُّلْطَان بذلك وَقيل لَهُ: إِن هَذِه الْآبَار إناث تحيض وآبار الْجَبَل ذُكُور وَمِنْهَا آبار قَرْيَة عابود الْمَذْكُورَة. وفيهَا ولي تَقِيّ الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يحيي الرقي قَضَاء الشَّافِعِيَّة بحلب بعد وَفَاة محيي الدّين مُحَمَّد بن الْأُسْتَاذ. وَمَات فِي هَذِه السّنة من الْأَعْيَان الْأَمِير فَارس الدّين أقطاي الصَّغِير المستعرب الصَّالِحِي النجمي أتابك العساكر بديار مصر عَن سبعين سنة فِي تَاسِع جُمَادَى الأولى. وَمَات الْأَمِير حسام الدّين لاجين الأيدمري الْمَعْرُوف بالدرفيل داودار السُّلْطَان. وَتُوفِّي قَاضِي حلب محيي الدّين أَبُو المكارم مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن علوان بن الْأُسْتَاذ الشَّافِعِي بهَا وقدقدم الْقَاهِرَة ودرس بالمسرورية.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute