للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والأمير حسام الدّين أيتمش بن أطلس خَان فِي أَرْبَعَة آلَاف فَارس. فَسَار إِلَى غزه واجتمعوا مَعَ الْأَمِير عز الدّين الأفرم والأمير بدر الدّين الأيدمري وَسَارُوا جَمِيعًا والمقدم عَلَيْهِم علم الدّين سنجر الْحلَبِي فَرَحل عَسْكَر سنقر الْأَشْقَر من الرملة إِلَى دمشق. فَخرج سنقر الْأَشْقَر فِي ثَانِي عشر صفر بعساكره وخيم بالجسورة خَارج دمشق وَنزل عَسْكَر مصر الْكسْوَة والعقوة فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سَابِع عشره بالجسورة. فَوَقَعت الْحَرْب فِي تَاسِع عشره وَثَبت سنقر الْأَشْقَر وأبلي بلَاء عَظِيما ثمَّ خامر من عسكره طَائِفَة كَبِيرَة إِلَى عَسْكَر مصر وَانْهَزَمَ كثير مِنْهُم وَرجع عَسْكَر حلب وحماة عَنهُ إِلَى بِلَادهمْ وتخاذل عَنهُ عَسْكَر دمشق وَحمل عَلَيْهِ الْأَمِير سنجر الْحلَبِي فَانْهَزَمَ مِنْهُ. وهرب سنقر الْأَشْقَر وَتَبعهُ من خواصه الْأَمِير عز الدّين أزدمر الْحَاج والأمير عَلَاء الدّين السُّبْكِيّ والأمير شمس الدّين قراسنقر المعزي والأمير سيف الدّين بلبان الحبيشي وَسَارُوا مَعَه هم والأمير عيسي بن مهنا إِلَى بَريَّة الرحبة وَأَقَامُوا بهَا أَيَّامًا وتوجهوا إِلَى الرحبة وَكَانَ سنقر قبل ذَلِك قد بعث حرمه وأمواله إِلَى صهيون. وَأسر يَوْمئِذٍ أحد عشر أَمِيرا: مِنْهُم بدر الدّين سنجق الْبَغْدَادِيّ وَبدر الدّين بيليك الْحلَبِي وَعلم الدّين سنجر التكريتي وبهاء الدّين تملك الناصري وباشقرد الناصري ونوديه الناصري. وَلما انهزم سنقر الْأَشْقَر تفرق عسكره فِي سَائِر الْجِهَات وغلقت أَبْوَاب دمشق وزحف عَسْكَر مصر إِلَيْهَا وَأَحَاطُوا بهَا ونزلوا فِي الْخيام وَلم يتَعَرَّضُوا لشَيْء. وَأقَام الْأَمِير سنجر الْحلَبِي بِالْقصرِ الأبلق فِي الميدان الْأَخْضَر خَارج دمشق فَلَمَّا أصبح أَمر فَنُوديَ بالأمان. وَكَانَ بقلعة دمشق الْأَمِير سيف الدّين الجكندار وَهُوَ متولها من جِهَة سنقر الْأَشْقَر فأفرج عَن الْأَمِير ركن الدّين بيبرس العجمي الجالق والأمير حسام الدّين لاجين المنصوري والصاحب تَقِيّ الدّين توبه وحلفهم أَلا يؤذوه إِذا أطلقهُم. ثمَّ فتح بَاب القلعة وَنزل لاجين إِلَى بَاب الْفرج فَوقف عَلَيْهِ وَمنع الْعَسْكَر من دُخُول الْمَدِينَة. وَنُودِيَ بإطابة قُلُوب النَّاس وزينة الْبَلَد فَوقف البشائر بالقلعة. وَقدم كثير مِمَّن كَانَ مَعَ سنقر الْأَشْقَر فَأَمنَهُمْ الْأَمِير سنجر الْحلَبِي وَحضر أَحْمد بن حجي بِأَمَان. وَقتل فِي هَذِه الْوَقْعَة الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الأتابك وَكَانَ شجاعا وَنور الدّين على بن الطوري وَكَانَ شجاعاً وَثَمَانِية من جند دمشق وَاثْنَانِ من عَسْكَر مصر وجرح الْأَمِير بكتاش الفخري وَكتب إِلَى السُّلْطَان بذلك على يَد نَاصِر الدّين مُحَمَّد ابْن الْأَمِير بكتاش الفخري أَمِير سلَاح فَلَمَّا قدم على السُّلْطَان فِي أول ربيع الأول أنعم عَلَيْهِ بإمرة عشرَة وَهُوَ أول من تَأمر من أَوْلَاد الْأُمَرَاء فِي الدولة المنصورية.

<<  <  ج: ص:  >  >>