وشمس الدّين سنقر العرسي وشهاب الدّين توتل الشهرزوري وَسيف الدّين بلبان الْحِمصِي وناصر الدّين مُحَمَّد بن جمال الدّين صبرم الكاملي وعلاء الدّين على ابْن الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي العزيزي وناصر الدّين مُحَمَّد بن أيبك الفخري وَبدر الدّين بيليك الشرفي وَشرف الدّين بن علكان وَصَاحب الْموصل وَالْقَاضِي شمس الدّين بن قُرَيْش كَاتب الدرج وَقد عدم فَلم يعرف لَهُ خبر وَهُوَ آخر من مَاتَ من كتاب الْملك الْكَامِل مُحَمَّد بن الْعَادِل وَكَانَ قد كتب لَهُ ولابنيه الْعَادِل والصالح وَلمن بعدهمَا من الْمَمْلُوك. وَأما أهل دمشق فَإِنَّهُ لما كَانَ بعد صَلَاة الْجُمُعَة فِي الْيَوْم الثَّانِي من الْوَقْعَة سقط الطَّائِر بالنصرة ودقت البشائر بقلعة دمشق وسر النَّاس سُرُورًا كَبِيرا وزينت القلعة وَالْمَدينَة. فَلَمَّا كَانَ بعد نصف اللَّيْل من لَيْلَة السبت وصل جمَاعَة كَثِيرَة من المنهزمين وأخبروا. بِمَا شاهدوا من الكسرة وَلم يكن عِنْدهم علم. بِمَا تجدّد بعدهمْ من النُّصْرَة فارتجت دمشق واضطرب النَّاس وَأخذُوا فِي أَسبَاب الرحيل وَفتحت أَبْوَاب دمشق وَلم يبْق إِلَّا خُرُوج النَّاس مِنْهَا على وُجُوههم هاربين فورد بعد سَاعَة الْبَرِيد يخبر النَّصْر وَكَانَت موافاته عِنْد أَذَان الْفجْر فقرئ كِتَابه بالجامع فاطمأن النَّاس. وَورد الْخَبَر إِلَى مصر فِي يَوْم الْخَمِيس حادي عشري شهر رَجَب على جنَاح الطَّائِر فِي بطاقة من قاقون بِأَن جمَاعَة من ميسرَة العساكر المنصورة وصلوا منهزمين من الْعَدو المخذول وَوصل بعض الْأُمَرَاء إِلَى قطيا مِنْهُم ابْن الأيدمري. وَقد كَانَ أهل مصر صَارُوا يقنتون فِي صلواتهم وَكَثُرت قِرَاءَة صَحِيح البُخَارِيّ وَأَقْبل النَّاس على تِلَاوَة الْقُرْآن وتجمعوا فِي المشهد الْحُسَيْنِي وَفِي الْجَوَامِع والمساجد وَكثر ضجيجهم ودعاؤهم. فَاشْتَدَّ القلق عِنْد وُرُود هَذَا الْخَبَر وجرد الْملك الصَّالح فِي الْحَال عسكراً عَلَيْهِ الْأَمِير صارم الدّين أربك الفخري فِي كثير من العربان إِلَى قطيا لرد المنهزمين وإعادتهم إِلَى السُّلْطَان وَمنع أحد مِنْهُم أَن يعبر إِلَى الْقَاهِرَة فاعتمد ذَلِك. وَلم يسْتَمر قلق النَّاس غير سَاعَات من النَّهَار وَإِذا بالطيور قد وَقعت محلقة تحمل البطائق المخلقة وتخبر فِيهَا بالبشائر العظمي من كسر التتار. وقدمت البريدية بكتب البشائر أَيْضا فدقت البشائر وزينت الْقَاهِرَة ومصر وقلعة الْجَبَل وَكتب إِلَى أَعمال مصر بالزينة. وَكتب الْملك الصَّالح إِلَى السُّلْطَان وَالِده يشفع فِي المنهزمين وَيسْأل الْعَفو عَنْهُم وَكتب أَيْضا إِلَى الْأَمِير بدر الدّين بيسري يُؤَكد عَلَيْهِ فِي الشَّفَاعَة فيهم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute