وَدخل الْأَمِير شرف الدّين الجاكي المهمندار من الدهليز السلطاني لترتيب رسل الْمُلُوك الَّذين بِالْقَاهِرَةِ وخروجهم إِلَى لِقَاء السُّلْطَان. وَخرج الْملك الصَّالح والأمير زين الدّين كتبغا نَائِب السلطنة إِلَى الملتقي وَاسْتمرّ الْأَمِير علم الدّين سنجر المنصوري بقلعة الْجَبَل. فَصَعدَ السُّلْطَان إِلَى قلعته فِي يَوْم السبت ثَانِي عشريه تَحت صناجقه وأسري التتار بَين يَدَيْهِ وَقد حمل بَعضهم الصناجق التترية وَهِي مَكْسُورَة. فَبعث السُّلْطَان بالأسري وطبول التتار وحتر منكوتمر من جِهَة بَاب النَّصْر حَتَّى شَقوا الْقَاهِرَة إِلَى بَاب زويلة وَسَارُوا إِلَى القلعة وَلم يشق السُّلْطَان الْقَاهِرَة وَكَانَ يَوْمًا مشهوداً اجْتمع النَّاس فِيهِ من الأقطار وَكثر فَرَحهمْ وسرورهم. وَفِي يَوْم الْأَحَد ثَالِث عشري شعْبَان: أفرج السُّلْطَان عَن الْأَمِير ركن الدّين منكورس النَّاصِر وَفِيه دخل السُّلْطَان إِلَى الخزانة الشَّرِيفَة ورتب الْخلْع لسَائِر الْأُمَرَاء والخواص وَالْكتاب بالدرد الَّذين كَانُوا فِي الْخدمَة. وَفِي يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشريه: جلس السُّلْطَان وأحضرت هَدِيَّة الْملك المظفر شمس الدّين يُوسُف بن عمر بن على بن رَسُول صَاحب الْيمن على يَد رسله: وهم مجد الدّين بن أبي الْقَاسِم وَالْقَاضِي محيي الدّين يحيي بن البيلقاني. فَقبل السُّلْطَان هديته وَكَانَت من طرائف الْيمن من الْعود والعنبر والصيني ورماح القنا وَغير ذَلِك. وَفِي تَاسِع عشريه: أُعِيد إقطاع الْأَمِير سيف الدّين أيتمش السَّعْدِيّ إِلَيْهِ وهوناي وطنان وإمرة مائَة فَارس وَكَانَ قد أَخذه عِنْد توجهه إِلَى سنقر الْأَشْقَر الْأَمِير عز الدّين
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute